ورقة الى القاريء الكريم حول رسوم الكاريكاتير ( بعد خمس سنوات )

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
موقع عراق الغد
الكاتب: 
سلمان عبد

 

سألت نفسي سؤالا ، مرت خمس سنوات على التغيير ، ما الذي حصل ؟ وكان الجواب هو مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية التي تمثل اجابتي الشخصية عن هذا السؤال وهي بانوراما تتطرق للحياة السياسية والثقافية والاقتصادية ورؤية للمستقبل ، واعترف انني لم اكن اعبر بشكل صريح عن كل ارائي فلا زال هناك _ رغم الحرية التي تتمتع بها الصحافة وخاصة الالكترونية _ ثمة محمد سعيد الصحاف يتربص اضافة الى الارقام المخيفةلاغتيلات الصحفيين والكتاب زد على ذلك معاناة من يعيش في العراق وفي مدينة تتحكم بها المليشيات والتزمت والانغلاق والضيق بالراي الاخر.

كما انني اعتذر من الاخوة ممن لا ترضيهم الرسوم او بها شيء من الاجحاف او السخونة او المبالغة او يعتقد البعض بانها تجانب الصواب او التركيز على السلبيات فقط ويسألون هل ان الخمس سنوات الماضية لا يوجد بها ايجابيات ؟ ان هذه الرسوم جاءت نتيجة ما حصل لعراق كنا نتمنى ان يكون عراقا مدنيا آمنا متحررا متحضرا ، فالفرصة التي جائتنابالتغيير اضاعوها وفرطوا بها وعلى الاخص الاسلام السياسي ( السني والشيعي ) وانشغلوا بالسلطة ونعيمها !!! واحسب انهم سيخسرونها عاجلا ام آجلا ( الم يتعظوا بحفرة الجرذ؟ )

كنت اتمنى ان اقيم معرضا في ساحة الفردوس لهذه الرسوم بعيدا عن القاعات المغلقة لان الكاريكاتير مباشر ومعنى بالناس كل الناس ومن كافة شرائح المجتمع .او في اربيل مثلا ( تقام معارض ومهرجانات ثقافية مع غياب الكاريكاتير ) الا ان هذا لن يتم كما يبدو في القريب

قبل بضعة شهور اقترحت على احدى منظمات المجتمع المدني في مدينتي ان ارسم اسبوعيا رسما بمساحة كبيرة ( كالاعلان ) ويركّب على سيارة او ( ستوتة ) تطوف بشوارع المدينة واحيائها وهي فرصة للايصال تبدو مجدية ، الا انهم اقترحوا باديء ذي بدء كـ ( بالون اختبار ) ان يتم طبع الرسوم على الورق وتوزع على الناس. وتم طبع الرسم الاول ،وفعل الرسم فعله وفاق توقعاتنا واخذ الناس يتحدثون عنه ومنهم من زاده الحماس ووضع الرسم باطار وعلقه في محله ، الا ان كتابا من رئاسة الوزراء الى الجهات الامنية في المحافظة خصيصا حول موضوع الرسم الموزع وتم استدعاء مسؤول المنظمة واخبروه بذلك و( بعد لا اتسووها ) وهزت الاريحية عضو مجلس المحافظة وهو عضو باللجنة الامنية فمزق الكتاب !!! ولم يكتفوا بهذا ، بل جاء مسؤول امني وقابل رئيس المنظمة حول الرسم ايضاحتى تعهد له بان المنظمة ( ما ايسووهه وهذي اول مرة واخر مرة). اما الصحافة فهي الاخرى تنشر على استحياء بعض الرسوم العامة والتي لا تجلب ( دوخة الراس ) وقد ارسلت رسومي الى الصحف المعروفة فكانت تنشر ما يوافق هواها وترفض الكثير مما يجعل الرسام يمتنع عن النشر ، وكما هو معروف فان الكاريكاتير هو البارومتر والمؤشر الذي لا يخطيء على مدى حرية الصحافة في اي بلد لانه مباشر ولا يجامل بل ويفضح ، واسست مدرسة عراقبة كان رائدها الفنان الراحل مؤيد نعمة وكان جريئا وشجاعا ، وما كان لمؤيد نعمة ان يتبوء هذا المكان الذي يستحق لولا المنبر الذي سمح له بذلك واعني بهما سابقا جريدة "طريق الشعب" ولاحقا" المدى " حتى وفاته، ولم تتواصل جريدة "المدى" مع الكاريكاتير وهذه نقطة تسجل عليها كصحيفة رائدة ورصينة ذات طابع حضاري متميز،علما بان هناك الكثير من الرسامين الشباب لو اعطيت لهم الفرصة لكان لهم شان كبير في الكاريكاتير ولاسسوا مدرسة عراقية رائعة حتى على الصعيد العالمي وهو لون فني ثقافي اجتماعي وسياسي ينبغي على المعنيين بالثقافة الاهتمام به ورعايته ( على من تقرأ مزاميرك يا داود ) ، وما ينشر في الصحافة هذه الايام اما مسطح او ساذج ! وليس العيب مطلقا بالرسامين بل بالصحف التي تتجنب ( دوخة الراس ) مما يجعل الكاريكاتير العراقي يراوح في مكانه ، وما احوجنا الان للكاريكاتير لكي يكشف ويؤشر وحتى يفضح كل السلبيات وما اكثرها ، لا سبيل اذن الا الى اللجوء الىالبريد الالكتروني والصحافة الالكترونية التي تشكر على ذلك وهو المنبر الذي من خلاله نتواصل و ان "نصرخ" من خلال الكاريكاتير لكنها صرخة في واد !!!.

 

jordans for sale mens

معرض الصور