وفاة أشهر فناني الكاريكاتير في السودان: عز الدين عثمان أضحك السياسيين برسوماته الساخطة عليهم

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الشرق الأوسط - لندن
الكاتب: 
اسماعيل ادم

 

بعد مشاور طويل مع المرض، غيب الموت عصر امس فنان الكاريكاتير السوداني المخضرم عز الدين عثمان عن عمر يناهز 75 عاما، وشارك الآلاف من معجبيه وزملائه الصحافيين في تشييعه.

ولد عز الدين في الخرطوم في احد احياء العاصمة العتيقة عام 1933 وعمل فترة بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة في شركة «ميشيل كوتسا» في العاصمة الخرطوم. وظهرت رسوماته التي تتميز بالسخرية ومصادمة الحكومات لاول مرة في صحيفة «الاخبار» التي كان يملكها الصحافي الراحل رحمي سليمان ثم انتقل الى جريدة «الصحافة»، ثم الى «الرأي العام» الى ان توقفت في اوائل السبعينات من القرن الماضي نتيجة لقرار من الرئيس السوداني الاسبق جعفر نميري.

وواجه عز الدين، بسبب جرأته في نقد الحكومات، متاعب كثيرة حيث تعرض للاعتقالات والفصل عن العمل على مختلف العهود التي حكمت السودان. ويعتبر النقاد أن رسوماته في صحيفة «الايام» التي ظل يعمل فيها طوال عهد الرئيس الاسبق جعفر نميري، هي الأكثر جراة، وهي التي اكسبته الشهرة الواسعة. وكان من اكثر المنتقدين للزعيم السوداني اسماعيل الازهري الذي رفع علم الاستقلال عام 1956، ورأس حكومتين ديمقراطيتين في البلاد، في فترة الخمسينات وحتى الستينات من القرن الماضي، غير ان المراقبين كانوا يلاحظون ان الزعيم الراحل الازهري كان يبدأ قراءة الصحف لمشاهدة كاريكاتير عز الدين، ثم يضحك ملء شدقيه حتى لو كانت السخرية تطاله هو شخصياً، ويتقبل ذلك في سماحة وأريحية، ثم ينتقل من بعد ذلك لقراءة ما عسى أن يكون مستحقاً للقراءة فيها. ومن اشهر أعماله تلك التي تسخر من الزعيم الازهري، عندما اقدم على حل الحزب الشيوعي السوداني من داخل البرلمان السوداني في منتصف الستينات.. فقد صور زعيم حزب الامة الصادق المهدي على هيئة مسحراتي يحمل طبلة في ليلة رمضانية وهو ينادي «ابو الزهور خرق الدستور»، في اشارة الى الازهري. ومن أعماله التي لا تنسى، عندما تم اعتماد «منيرة رمضان» كأول امرأة لمنصب حكم كرة قدم بالسودان في منتصف السبعينات. التقط عز الدين بحسه الاجتماعي المرهف الحادثة لينشر عملا يصور سيدة سودانية في زي حكم كرة، تضع يديها على خصرها، وهي تخاطب لاعباً تعمد الخشونة مع آخر، قائلة في نعومة «ضاربو ليه.. يضربك الضريب» وهي شتيمة نسائية سودانية.

وفي اوائل الثمانينات، عندما ضاق بقيود النشر في صحف حزب الاتحاد الاشتراكي (حزب نميري)، قرر الاغتراب، فتوجه الى دولة الامارات ليعمل في صحيفة «البيان» التي تصدر في دبي وعاد الى السودان بعد ان تبين له ان مجال النقد هناك ايضاًَ محدود، فواصل نشر اعماله الفنية في صحيفة «الرأي العام» الى ان أقعده المرض. وتتكون اسرة الفنان السوداني الراحل من زوجته سامية محمد الحسن، وثلاثة من الابناء، وبنتين. ابنه البكر امير متزوج وله طفل. وكان قد تم تكريمه في احتفال كبير مطلع العام الماضي حضره حشد من السياسيين والصحافيين وكان من بين الحضور الصادق المهدي.

 

nike air max 2019 soccer

معرض الصور