"يدهشني انتشار المواقع المختصة بفن الكاريكاتير وفي كل لغات العالم الا العربية"

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الثبات - لبنان
الكاتب: 
نزار عثمان

آمن الفنان الفلسطيني نضال هاشم بفن الكاريكاتير وانطلق بمفرده، مهام عديدة أنجزها من خلال بيت الكرتون، حتى أضحى هذا الصرح الفني مقصدا لفناني الكاريكاتير العرب محترفين وهواة. وكما كل عمل جاد يواجه صعوبات جمة، كان أشد ما يؤلم الفنان هاشم مدير بيت الكرتون العربي، ان الكاريكاتير العربي لا يجد اي ظهر يستند عليه، فلا يعود من مجال إلا للمبادرات الفردية..

متى نشأ موقع "عرب كرتون"؟ وما هي الانشطة التي تغطونها فيه؟

ولدت فكرة بيت الكرتون نهاية العام 2005، يومها كانت الساحة مقتصرة على بعض المواقع الشخصية لعدد من الرسامين العرب، دهشت لانتشار المواقع المختصة بكل لغات العالم إلا العربية، من هنا عمدت لتصميم الموقع بنفسي، والنتيجة أمامك. نسعى دوما لبناء جسر تواصل بين الفنانين العرب، وعرض رسومهم، وتسليط الضوء على المواهب الشابة، كما ونغطي معظم نشاطات و أخبار الكاريكاتير العربي والعالمي،  بالإضافة لعرض يومي يشمل الرسوم الكاريكاتيرية المنشورة في الصحف والمجلات العربية وأرشفتها، ومن الجدير الذكر بهذا الإطار، ان واحدة من أهم ميزات موقع "عرب كرتون"، تتمثل بضمه لأكبر أرشيف عربي مختص، يشمل معظم ما نشرته الدوريات العربية من رسوم ومقالات وأخبار ذات صلة، ولسنوات عديدة خلت.

كيف يتعاطى الفنانون العرب مع الموقع؟ وكيف تصف لنا الاقبال عليه؟

يمكن وصفه بالجيد، كثير من الاخبار التي ننشرها تكون حصيلة تعاون من الفنانين أنفسهم، فرضتها ثقتهم بعرب كرتون. وأتشرف بأنني كونت صداقات عدة مع الكثير من الفنانين من خلال الموقع، و لكن أعاني من عدم التفهم في بعض الأحيان، إذ قد يرى فنان ما بأن عرب كرتون قد قصر بحقه، ولم يعرض أعماله بالشكل الوافي، وهذا نتيجة لظن بعضهم أننا مؤسسة قائمة بذاتها، لذلك أعذرهم لأن كل هذا العمل قائم على جهد فردي، إذ ليس لدي فريق عمل.

حملات ذات طابع نقدي قمتم بتغطيتها، منها ما هو سياسي، ومنها ما هو فني بحت.. (موضوع الرسوم المسيئة، والردود عليها، والكاريكاتير واعلان النعي ، رايس.. الخ) ما هو مدى تقبلها، والأثر الذي تركته في عالم الكاريكاتير العربي؟

بعض المواضيع التي تم طرحها من خلال الموقع لاقت تفاعلا مميزا من الفنانين العرب، و أعتقد أن هذه الحملات توسع من دائرة النقاش حول المواضيع المتعلقة بالكاريكاتير، وتشعر الفنان العربي بوجود المتابع والمهتم بل والناقد، وللنقد البناء أثره الايجابي الكبير باطار تطوير مستوى هذا الفن عربيا.

كيف تقيم حال الحراك الكاريكاتيري العربي من حيث إقبال الفنانين الشباب عليه؟ هل هو كثيف؟؟

خلال الفترة الأخيرة ظهرت أعمال متميزة لبعض الفنانين الشباب، يسرني ان يكون الموقع قد ساهم في التعريف بهم، و لكن بالمقابل هناك أسماء أخرى تمتهن الكاريكاتير، وتنشر في صحف يومية، لكن رسومها لا ترقى إلى المستوى المطلوب. هناك فنان محترف قد لا يعطي اللوحة حقها من جهة، وهناك فنان مبتدئ وجد نفسه على كرسي الاحتراف في صحيفة يومية من جهة ثانية. وهذا لا يمكن ان يحمل تبعته الفنان وحده بالطبع، بل لإدارة الجريدة ايضا نصيبا من التبعة.

ما هي المشكلات التي تواجه فنان الكاريكاتير العربي من وجهة نظرك؟ وأين تضع هذا الفن عربيا عند مقارنته بالكاريكاتير في العالم؟

المشكلات التي يعاني منها فنان الكاريكاتير العربي هي حاصل جميع المشكلات التي يعاني منها الفنان العربي والصحفي العربي، لكن للتخصيص يمكن القول أن مشاكل فنان الكاريكاتير تتعلق بمستوى الوعي بأهمية هذا الفن من قبل بعض الصحف، بحيث تجد عددا من مسؤولي التحرير ينظر إلى الكاريكاتير كمكمل للمادة المكتوبة أو للمانشيت الصحفي، و ليس موضوعاً قائماً بذاته. بالإضافة لتدني مستوى الحرية في الصحافة العربية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالكاريكاتير بحكم طبيعته الساخرة. هذا، ويبدو لي أن عدد من فناني الكاريكاتير بحسب بعض الشواهد يعانون من ضعف في المستوى الثقافي، بل وأكثر مما يمكن وصفه بعدم وضوح الرؤية السياسية التي تنعكس على رسومهم بنوع من الابهام من حيث الموقف. وهناك اسباب اجتماعية أخرى قد يمس بعضها فنان الكاريكاتير نفسه، ويكون لها أثرها على الرسوم الممهورة بتوقيعه والمحسوبة علية.. لا أخفيك أن حال الكاريكاتير العربي لا يسر، وأتمنى أن يجد مستقبلا أفضل.

هل تعتقد ان الكاريكاتير فن يستحق؟

كما هو الحال في معظم مجالات الإبداع الأخرى، يستحق فن الكاريكاتير أكثر من ذلك بكثير، فهو يستحق أن يكون لديه مؤسسات عربية متعددة ترعاه، ليس لدينا أي إتحاد عربي لرسامي الكاريكاتير، ولا متحف لفن الكاريكاتير في أي من الدول العربية، و لا معرض دائم لفن الكاريكاتير، و لا مؤسسة عربية واحدة ترعى هذا الفن، غاية الأمر أن هناك مواقع تقوم على الجهد الفردي من هنا وهناك، لا أكثر.

الكاريكاتير الفلسطيني من وجهة نظرك .. وأثر ناجي العلي في هذا الكاريكاتير .. فكما تلاحظ ان اللون الذي بثه ناجي في الكاريكاتير الفلسطيني على الخصوص بات هوية بشكل عام لهذا الكاريكاتير ومعبر عنه..

الكاريكاتير الفلسطيني مصاب بالشتات كحال الإنسان الفلسطيني، فرسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي يحمل الجنسية الأردنية على سبيل المثال تائه بين الهوية الفلسطينية و الهوية الأردنية، أما الكاريكاتير المقيم في فلسطين فهو فآفته الحزبية، و من السهل تصنيف هذا الفنان أو ذاك منتميا لفصيل ما تبعا لرسومه. كما أن الكاريكاتير الفلسطيني غارق في محاذير كثيرة، ليس أكثرها سوءا الإحتلال الإسرائيلي، فمستوى الحرية هناك شبه معدوم،  لذلك هو لا يعبر بشكل كافي عن عدالة القضية الفلسطينية، فرسام كاريكاتير برازيلي مثل كارلوس لطوف قدم أعمالاً تعبر عن حال القضية الفلسطينية أكثر من بعض الفنانين الفلسطينين، ناجي العلي هو العلامة الأبرز في تاريخ الكاريكاتير الفلسطيني هذا صحيح، و لكن يجب أن لا نبقى مقيدين بهذه الفكرة، و يجب أن نقدم تجارب أخرى لا تقل أهمية عن تجربة ناجي.

ما هي الآفاق المستقبلية لعرب كرتون

أسعى لتطوير موقع بيت الكرتون، و في هذه الحالة لا بد من اللجوء إلى الشركات المتخصصة، التي يمكنها بناء موقع ديناميكي تفاعلي، يسهل العمل و يقدم خدمات أفضل للفنانين العرب، أحمل رؤية محددة لبناء موقع يقدم خدمات واسعة للفنانين العرب و يستقطب جمهور أوسع من دائرة المهتمين بهذا المجال، كما يساهم في تسويق أعمال الفنانين العرب، و لكن ذلك يعيدنا إلى مشكلة التمويل.

Air Max 90 LTHR Suede

معرض الصور