
أفرجت السلطات السورية امس الخميس عن فنان الكاريكاتير و التشكيلي المعارض يوسف عبدلكي بعد اسابيع من التوقيف، وكان عبدلكي اوقف في 18 تموز الماضي مع رفيقيه توفيق عمران وعدنان الدبس القياديين في حزب العمل الشيوعي المعارض.
وقالت زوجته السينمائية هالة العبدالله في اتصال مع "وكالة الصحافة الفرنسية" من خارج سوريا: "افرج عن يوسف اليوم (امس)، تكلمت معه قبل ساعة على هاتف أحد الاصدقاء الذين كانوا معه".
وكان المحامي والناشط السياسي انور البني ابلغ عائلة عبدلكي واصدقاءه بأن السلطات قررت اخلاء سبيله.
واضافت هالة: "علمنا من المحامي انه وصل الى القصر العدلي صباحا، بعد خمسة اسابيع لم نكن خلالها نعلم شيئا عنه. بعد ذلك تكلمت معه بسرعة، لم افهم منه الشروط او الظروف التي اخلوا سبيله بموجبها، كل ما قاله لي إن اسابيع الاعتقال كانت صعبة".
وكان عبدلكي وقّع قبل ايام من توقيفه على وثيقة اكدت تمسك نحو مئة فنان ومثقف سوري بـ"المبادئ التي انطلقت منها الثورة الشعبية في آذار 2011، ... من أجل قيام نظام ديموقراطي تعددي". وطالب الموقّعون وبينهم روائيون وموسيقيون وكتاب وشعراء وفنانون باسقاط النظام السوري "بجميع رموزه"، تمهيدا "لانتقال السلطة تحت إشراف الأمم المتحدة إلى حكومة موقتة كاملة الصلاحيات".
حسب جريدة الأخبار اللبنانية فإن عشرات المحامين والأصدقاء قد توجهوا ظهر أمس إلى القصر العدلي في دمشق، بعد تسرّب خبر تحويل عبدلكي إلى القضاء لمطالبة النائب العام بإخلاء سبيله. وفي نحو الرابعة بعد الظهر، خرج عبدلكي حرّاً، بقميص أحمر ووجه هزيل، ذقن طويلة، فاقداً كيلوغرامات عدة، مما جعل صديقه النحّات عاصم الباشا يعلّق بقوله «كم وجبة فتة، ستعوض ما فقدته من وزنك».
في محترف عبدلكي، كان الأصدقاء يقومون بتنظيف الدار العتيقة بالماء والضحكات، بينما حمائمه تنتظر قدومه. الكل يستعد لاستقباله وحسن خليفة أحد أصدقائه المقربين لا يزال يشطف أرض المحترف مع احدى الصديقات. كلما كانت تصدر حركة عند باب المحترف، كان الحاضرون يلتفتون. في اللحظة التي وضع يوسف مفتاحه في الباب، وقف الجميع ينتظر دخوله ليضمه ويقبّله. ها هو الآن وقد تخلّص من ذقنه الطويلة. ورغم أنه خسر حوالي 14 كيلوغراماً، إلا أنّ الضحكة لم تفارق وجهه وعينيه. بقميصه الأحمر الذي اعتقل به، سلّم عبدلكي علينا بكل ودّ وآمال.
في حديث خاص لجريدة الأخبار اللبنانية، يقول عبدلكي: «اعتقلت على خلفية انتمائي إلى حزب العمل الشيوعي وهيئة التنسيق. أعتقد أنّ هذا الاعتقال كان نوعاً من العقوبة بسبب مواقفي السياسية على مدى سنوات أكثر ما هو متعلق بحدث راهن.» وأكّد أنّه «لم يتعرض لأي أذى جسدي أو معنوي». لكنّه توقّف مطوّلاً عند ظروف المعتقلين الآخرين، مشيراً إلى أنّ «شروط الاعتقال التي تطال آلاف المعتقلين أكثر من سيئة. شروط غير إنسانية تعود إلى العصور الوسطى. لا علاقة لها بسجون عالم اليوم، من حيث الأمكنة والتهوية والتعذيب والعناية الصحية. إنّها سجون من عصر آخر!»
وعن قرار بقائه في سوريا، أجاب بأنّه لا يطرح أساساً هذا الموضوع على نفسه، مشدداً: «أنا باقٍ في بلدي مهما كانت ظروفه صعبة وكارثية، أنا مكاني هنا، وأعتقد أنه مكان كل مواطن سوري». كما شكر عبدلكي جميع من وقف إلى جانبه في معتقله، قائلاً: «أحب أن أشكر كل الأهل والأصدقاء والإعلاميين وكل الهيئات السياسية وغير السياسية، الذين وقفوا معي في هذه المحنة، أحب أن أحيّيهم من قلبي، وكنت أتمنّى لو أنّني أتمتع بقدرات خارقة حتى أطوف عليهم واحداً واحداً وأقبلهم من جبينهم. لكن للأسف، لا أملك هذه القدرات، بل أحملها لهم في قلبي». وختم: «أعتقد أن مسألة توقيفي ليست إلا نقطة صغيرة في نضال الشعب السوري لاسترداد حقوقه في العيش الكريم ولإرساء العدالة والدولة الديموقراطية».
التعليقات
ياسلااام الشكر لك يارب ..
خبر مريح مفرح بين الاف