بعد اهتمام الفعاليات الهولندية بمهرجان الربيع العربي الذي عقد في مدينة هارلم خلال شهر حزيران / يونيو 2012، أعادت مؤسسة يوست بولمان الهولندية عرض رسوم كاريكاتير الربيع العربي في الصالة الخاصة بمتحف الصحافة الهولندية في العصمة أمستردام، و ذلك بالتعاون مع متحف الصحافة الهولندي و بمشاركة جمعية (شوف واقرأ) المغربية.
المعرض افتتح يوم 22 أيلول / سبتمبر و يستمر لغاية 30 كانون الأول / ديسيمبر 2012
ضم المعرض أعمال مجموعة من فناني الكاريكاتير، هم علي فرزات من سورية، كفاح محمود من العراق، خالد كدار من المغرب، سارة قائد من البحرين، كما وشارك عدد من فناني الكومكس العرب هم لينا مرهج من لبنان، جيهان بن محمود من تونس، محمد شناوي من مصر، زينة أبي راشد من لبنان، كما اشتمل المعرض على استعراض لعدد من مجلات الكوميكس العربية التي ظهرت في بداية القرن الماضي و رحلة تطورها خلال الستون سنة الماضية وتأثيرات المناخ السياسي والاجتماعي عليها.
تم أيضاً عرض الاعمال الكاريكاتيرية الثمانية الفائزة بجائزة اذاعة هولاندا والتي فاز بجائزتها الأولى رسام الكاريكاتير الاردني عمر العبدالات .
الفنان كفاح محمود كان ضيف شرف المهرجان، فقامت الادارة باختيار احدى لوحاته لتكون شعارا و بوستر للاحتفالية، كما تم طباعة خمسة من أعماله الكاريكاتيرية على شكل بطاقات بريدية، في حين استخدمت اللوحة الرئيسية كبطاقة دعوة، بالإضافة الى طباعة خمسة أعمال بحجم كبير بطباعة فاخرة، و تم وبيعها كمقتنيات فنية.
الفنان كفاح محمود ألقى كلمة تعريفية عن الكاريكاتير العربي ومدى تأثير الثورات الاخيرة عليه والظروف والصعوبات المحيطة برسام الكاريكاتير العربي، سألنا الفنان كفاح محمود عن ما جاء في كلمته، فأرسل لنا المقتطفات التالية:
"إن العمل كرسام كاريكاتير في ظل الانظمة الدكتاتورية كالعمل في حقل للألغام، لا تعرف متى ينفجر عليك اللغم ويقتلك، وقد وصلت بنا الممنوعات مؤخرا أن يدخل البعض الى السجون بسبب عبارة كتبوها على موقع الفيسبوك، أو تغريدة ما غردها صاحبها على موقع تويتر ... لقد استبشرنا خيرا بالربيع العربي وبهذا التغيير الجذري للواقع المعاش، فكانت مفاجأة للجميع أن تتحرك هذه الشعوب التي ظلت ولسنوات طويلة جدا خانعة ومتحملة للذل والمهانة، لكن ومع شديد الأسف فقد خاب أملنا بعد أن تمت الانتخابات وصعدت أحزاب دينية متشددة تستخدم الدين كأداة ووسيلة لقمع الشعوب التي ثارت بالأساس ضد الظلم والاستبداد، وأكثر خطر يهدد الثورة السورية اليوم هو دخول هذه الجماعات المتشددة وعلى رأسها تنظيم القاعدة الارهابي بين الأطراف المتصارعة هناك ... مع ذلك استغل رسامي الكاريكاتير العرب هذه الفترة القصيرة من شهر العسل العربي وظهرت العديد من الأعمال الجديدة التي تميزت بالمقاومة وتحدي السلطات القمعية ... في الأخير نتمنى أن يستمر هذا الربيع العربي و نرجو من الله أن لا تمارس أحزاب السلطة الدينية سطوتها وتبدأ مرحلة جديدة من القمع وكبت الحريات والسجون والمعتقلات لكن هذه المرة باسم الدين"
في الختام، قامت إدارة المهرجان بمنح الفنان كفاح محمود جائزة تقديرية نظرا لما قدمه من جهود لإقامة هذا المهرجان، عبار عن مجموعة كتب كاريكاتيرية من مقتنيات متحف الصحافة الهولندي.
ألف مبروك للفنان كفاح محمود