جورج بهجوري: عبد الناصر ضحك من قلبه عندما رسمته في كاريكاتير ساخر والسادات غضب ووضعني علي القائمة السوداء!

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة القدس العربي - لندن
الكاتب: 
عمر صادق

اعتبر الفنان الكبير جورج بهجوري حصوله علي جائزة الملك عبدالله الثاني للفنون بالأردن التي نالها مؤخرا رد اعتبار للتجاهل الذي يعانيه في مصر.

تلقي بهجوري نبأ فوزه بالجائزة بعد ساعات من افتتاحه معرضه في العاصمة عمان بعنوان رسم؟ رسم .

جلبت عليه ريشته الساخرة موجة من الغضب الشديد، فقد أغضب نجوم المجتمع وقلب مواجع الكبار.

رسم عبد الناصر بطريقة ساخرة، وتوقع أن يقوم ناصر بسجنه، وفوجئ بإنه يضحك من قلبه علي الكاريكاتير، أما السادات فقد تعامل مع الموضوع بشكل آخر عندما تجرأ بهجوري ورسمه في احدي الكاريكاتيرات، فقد غضب السادات وقام بوضع اسمه في القائمة السوداء بعدم دخوله مصر.

ـ البداية كما يقول جورج بهجوري كانت من خلال فن البورتريه، بدأ برسم الفنان الراحل حسين بيكار بطريقة ساخرة، ورغم ذلك استحسن بيكار موهبته وقام بتقديمه علي الفور إلي الفنان الراحل صاروخان عام 1950 وينتقل بهجوري إلي مرحلة أخري مهمة في مشواره عندما التقي بالفنان أبو العينين عبدالغني الذي كان مسؤولا عن تطوير مجلة روزاليوسف مع إحسان عبدالقدوس آنذاك ويطلب ريشة جديدة تغير من شكل أبواب المجلة وأعطاه الفرصة كاملة للتعبير عن موهبته وأثبت خلالها أنه متميز الاسلوب وحاضر النكتة ولم تسلم القيادات والأنظمة الحاكمة من سخرية ريشته حيث تناول عددا من رموز الحكم في أعماله وقام برسمهم بشكل كاريكاتوري يثير الضحك، ولم تتوقف ريشته عند الحكام فقط ولكن كان لرموز الغناء والطرب نصيب أيضا، والطريف أنهم جميعا أبدوا استياءهم من الصورة التي يرسمها لهم.

القدس العربي التقت الفنان الكبير جورج بهجوري أثناء حضوره افتتاح معرضه البهجوري، نحاتا بمتحف محمود مختار، وكان اللقاء.

رسمت الرئيس الراحل عبدالناصر بجرأة شديدة، ألم تخش العقاب؟ وهل توقعت أن يكون السجن مصيرك؟

توقعت كل شيء، ولكن نظرة عبدالناصر كانت مختلفة، عندما رسمته في روزاليوسف توقعت أن يكون السجن والنفي نصيبي، ولكن المفاجأة لم أتوقعها، فقد ضحك عبدالناصر علي الكاريكاتير جدا، ربما لم يجرؤ فنان أن يصوره بهذا الشكل، وجهزت نفسي لإلقاء القبض عليّ في أي لحظة من جانب أمن الدولة وانتظرت طويلا، ولكن عبدالناصر تعامل مع الموضوع بتحضر لأنه كان فنانا وقارئا ومثقفا وصاحب قلب، لهذا تعامل مع الأمر بالضحك فقط.

وهل اختلف الأمر بالنسبة للرئيس السادات؟

السادات غضب مني لدرجة أنه وضعني في القائمة السوداء ومنعني من دخول مصر حيث كنت وقتها أقيم في باريس، ولست وحدي الرافض لسياسة حكم السادات فقد كنا مجموعة كبيرة من أبرز المثقفين المصريين نعيش في باريس ونرفض سياساته خاصة بعد توقيعه لاتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979.

من هم أبرز المثقفين المعترضين؟

أسماء كبيرة ولامعة آنذاك مثل أحمد عبدالمعطي حجازي ومحمود السعدني ومحمود أمين العالم وغالي شكري وأمين اسكندر وعباس صالح وألفريد فرج وسعد زغلول فؤاد وغيرهم.

في فترة إقامتك الإجبارية في باريس، ألفت كتابا عن السادات، ما اسمه، وماذا تتناول فيه؟

الكتاب بعنوان السادات ووصفت فيه آيات الحب المبالغ فيها من جانب السادات لرئيس وزراء إسرائيل آنذاك مناحم بيغن عندما يلتقيان ويأخذه بالأحضان الدافئة ويردد دائما كلمة صديقي بيغن في وقت كان الشارع العربي يشتعل غضبا من جراء توقيع اتفاقية الاستسلام والتطبيع مع إسرائيل كل هذا سجلته في كتابي.

قلت أن السادات أراد عقد صلح مع مجموعة باريس من المثقفين المصريين، كيف تم ذلك؟

السادات أرسل إلينا عام 1980 السيد صلاح جلال وكان وقتها يشغل منصب نقيب الصحافيين فوجئنا بحضوره إلي باريس محملا بهدايا لنا عبارة عن ساعات وقال النقيب لنا أنتم قلتم عن السادات خائن لأنه عقد صلحا مع إسرائيل، وهو كذلك يصف مجموعة المنشقين عن الاتفاقية كامب - ديفيد بإنهم خانوا مصر، وكده بصره وأرجوكم اغلقوا هذا الملف، وطلب عودتنا إلي مصر وأكد بإن السادات صفح عنا وطوي القائمة السوداء إلي الأبد.

وهل عدتم؟

لم نعد، وبعدها بعام تقريبا اغتيل السادات في حادث المنصة الشهير، وعدنا بعدها مباشرة إلي مصر.

قلت أن ريشتك لم تسلم من سخريتك من رسومات للحكام، فهل طالبت أيضا الفنانين؟

أنا رسمت أم كلثوم وعبدالوهاب وفريد الأطرش وطول الوقت كان عبدالحليم ضيفا دائما علينا.

ومن غضب من رسوماتك؟

أم كلثوم وعبدالوهاب.

لماذا أم كلثوم؟

النص مقطوع من المصدر

يمكن قراءة النص كامل في الرابط أدناه

Neo Cloudfoam Pure

معرض الصور