حمد الغائب... الكاريكاتير توثيق واضح وصريح لحقبة تاريخية معينة

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
مجلة اريج البحرينية
الكاتب: 
هدى المهدي

قيل "أن الصورة تعبر عن ألف كلمة"... تلك هي قاعدة فن الكاريكاتير الذي يسعى إلى إيصال وجهة نظر الفنان الكاريكاتوري حول موضوع ما في مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية وغيرها إلى جمهور القراء، وهو يعكس فكرة قد يعجز الكاتب عن إيصالها إلى المتلقي بسهولة، وذلك لبساطته وقربه من النفس، وجذبه لآلاف الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية والتعليمية.

ومنذ ظهوره في العالم العربي؛ ارتبط فن الكاريكاتير بالصحافة مما جعله أقرب إلى الجماهير خاصة أنه على صلة وثيقة بقضاياهم ومشكلاتهم الحياتية، وهو فن يعتمد على الموقف والفكرة في آن واحد، ويصبح ناجحا إذا اجتمع فيه عمق الفكرة وحرفية الأداء والقدرة على التعبير عن أدق التفاصيل بأبسط الخطوط.

في هذا العدد نسلط الضوء على رسام كاريكاتير بحريني لامع، عرفه الشارع البحريني برسوماته الكاريكاتيرية اللاذعة والناقدة للواقع الاجتماعي والسياسي؛ هو الفنان حمد الغائب، من مواليد  1974 وخريج تقنيات الهندسة الميكانيكية من جامعة البحرين والحاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة كولتون الأمريكية، ورسام الكاريكاتير اليومي بصحيفة الوسط البحرينية ومحرر صفحة الكاريكاتير الأسبوعية بالصحيفة نفسها:

·         كيف ومتى كانت بداياتك في عالم الكاريكاتير؟

أعتقد أن الصدفة هي التي قادتني إلى الدخول في هذا الفن الجميل؛ فقد كنت أمارس الرسم كهواية منذ الصغر واكتشفت الكاريكاتير في نهاية الثمانينات (المرحلة الإعدادية) واستلطفت الموضوع وواصلت عليه وطورته.

·         من الذي شجعك على الدخول والاستمرار في هذا العالم؟

حب المغامرة هو الدافع الأساسي لمواصلتي في هواية شائكة لم يكن يتوفر لها - حين بدأتها- معاهد تعليمية أو كتب إرشادية أو أخصائيون يرشدونك إلى الطريق الصحيح، بل كانت تعتمد على الاجتهادات الخاصة - رغم شحها طبعا-وبطبيعة الحال كونها مغامرة ناجحة؛ ترى المحيطين بك هم أول المصفقين بعدما كانوا متخوفين من دخول معارك كاريكاتيرية علنية بهذه الطريقة.

·         من هو رسام الكاريكاتير الذي أثر في توجهك الفني؟

من الخطأ أن يؤثر رسام كاريكاتير على رسام آخر، فكل رسام كاريكاتير يجب أن يؤسس إلى نفسه مدرسة مختلفة عن أي رسام آخر، فالكاريكاتير يميزه اختلاف مدارسه، ولكنني كنت معجبا جدا بالأستاذ خالد الهاشمي والأستاذ هشام زباري صاحب شخصية "الخفنقع".

·         ما هو الرسم الكاريكاتيري من وجهة نظرك؟

الكاريكاتير هو أداة لتوصيل الفكرة، فكما يترجم كاتبو العمود الاجتماعي والسياسي والفكري أفكارهم بالحروف، يقوم  رسامو الكاريكاتير السياسي والاجتماعي والفكري- وغالبا ما يجتمعون في رسام واحد- بتحويل تلك الأفكار إلى رسوم معبرة، وليس شرطا أن تقرأ الكاريكاتير وتضحك بل المفروض أن تقرأ الكاريكاتير وتتفاجأ؛ فعنصر المفاجأة يضحكك أحيانا ويبكيك أخرى.

·         من أين تستوحي أفكار رسوماتك؟

في مجتمع مليء بالتناقضات مثل مجتمعنا، ليس من الصعب أن تصلك الفكرة منه على طبق من ذهب، فرسام الكاريكاتير الذكي هو الذي يلتقط الفكرة وهي طائرة!

·         الرسم الكاريكاتيري والكتابة المقالية تتقاطعان في طقوس وظروف معينة هل هنالك طقوس معينة تمارسها في الرسم؟

كما أسلفت، الكاريكاتير والمقال رسالتان تحملان الهدف نفسه لكنهما تختلفان في الأسلوب، وذلك يؤكد أن ظروف خلق الفكرة واحدة وما سيختلف هو طريقة التوصيل فقط.

·         هل تعتقد أن الرسم الكاريكاتيري أكثر تعبيرا من المقال؟

في اعتقادي أنهما يكملان بعضهما البعض، فلا غنى للصحيفة عن الكاريكاتير كما أن لا غنى لها عن الكتابة، وما يميز الكاريكاتير أحيانا هو أنك تستطيع إيصال الفكرة التي تريدها بشكل أسرع وتقول ما لا يستطيع أن يقوله الكاتب، ومن هنا تأتي الاستفادة من الأدوات الفنية والتي نسميها الأسلحة التي يستخدمها رسامو الكاريكاتير.

·         تتناول في رسوماتك العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، هل تعرضت إلى أية مواقف بسبب ذلك؟

المواقف لا تعد ولا تحصى، ولكن التعامل الحرفي للكاريكاتير هو المنقذ، فكما يشبهك البعض بالرادار المسلط على المسؤولين تأكد بأن هنالك رادارات تنتظر زلة ريشتك لتنتقم منك!

·         برأيك ما مدى الأثر الذي قد يخلفه الرسم الكاريكاتيري؟

يختلف التأثير من رسم كاريكاتيري إلى آخر، ومن فكرة إلى أخرى، ولكن في مجمل الحالات يكون توثيقا واضحا وصريحا ومباشرا لحقبة معينة تمر بها المنطقة، سواء من خلال تسليط الضوء على الأفكار السياسية أو الهموم الاجتماعية.

·         كثيرا ما يتهم الكاريكاتير بأنه وسيلة للسخرية، هل توافق على ذلك؟

السخرية هي السلاح الذي يعتمد عليه الكاريكاتير، وكما أسلفت لن يكون مدعاة للضحك دائما ولكنه قد يكون سببا في البكاء والتندم أحيانا أخرى.

·         هل نال فن الكاريكاتير والفنان الكاريكاتوري البحريني المكانة التي تليق بهما؟

الكاريكاتير بشكل عام وصل إلى مراحل متقدمة من الاهتمام، وما تزخر به الصحف العربية من نشر للرسوم الكاريكاتيرية ما هو إلا دليل على ذلك، ناهيك عن أن ازدياد صفحات الكاريكاتير المتخصصة وظهور الكاريكاتير على صدر الصفحات الأولى، كلها أدلة على أن هذه الوسيلة التعبيرية قد باتت مادة محترمة لدى أصحاب القرار في الصحف.

·         ما رأيك بالفن الكاريكاتوري العربي؟

هو فن يمشي على الطريق الصحيح يقوده الكثير من الرموز اللامعين الذين يمكن الاستفادة منهم كثيرا.

·         خلال مشوار عملك في الجرائد، هل واجهت رفضا في نشر إحدى رسوماتك؟ إذا كان نعم، لماذا؟

بالنسبة لي وعلى المستوى الشخصي لم أواجه الرفض من النشر رغم لعبي الدائم تحت الخط الأحمر بقليل، وذلك يعزى إلى حجم الحرفنة في الممارسة، من جانب آخر ليس كل كاريكاتير يرفض هو كاريكاتير قوي التأثير؛ فربما هو دون المستوى!

·         لديك كتابات هزلية وساخرة باللهجة المحلية، برأيك ما مدى تأثير الأدب الساخر على المجتمع؟

المجتمع البحريني يميل إلى السخرية رسما وكتابة، وهي الطريقة التي ينفس بها القارئ عن همه لأنه يرى أنك تنقل همه على صفحات الصحف بطريقة قريبة منه، فتكون بمثابة الناطق الرسمي له، تاريخ الأدب الساخر مليء وهو حتما جميل.

·         لم فضلت اختيار اللهجة المحلية على العربية الفصيحة؟

أمارس الكتابة بالطريقتين، ولكنني أميل إلى العامية الساخرة لأني اعتقد أنها مكملة إلى الكاريكاتير الذي أرسمه، فالقارئ هنا يرى شخصا واحدا بقبعتين؛ كاريكاتير تارة، وكاتب ساخر تارة أخرى، ولكنه يحمل الفكر والتوجهات نفسها.

·         ما دور الكلمة في رسم الكاريكاتير؟

أرى أن الكلمة مكملة للكاريكاتير لا أكثر.

·          ما دور الرمز في رسوماتك؟

أهم ما في الكاريكاتير هي رموزه أو كما يحلو لنا تسميتها "المفاتيح" فرسام الكاريكاتير يمكنه أن ينسج لوحة كاريكاتيرية معبرة وهادفة عبر الاستخدام الصحيح لتلك المفاتيح.

·         ما هي الرسالة التي تسعى إلى إيصالها من خلال رسوماتك؟

أن يدرك القراء أن رسام الكاريكاتير ليس شخصا يستهزئ بالناس والمسؤولين، بل هو شخص يريد أن يوصل فكرته بصورة مبسطة وقد تكون بشكل لاذع أحيانا.

·         برأيك ما هي المقومات التي يجب أن تتوافر في رسام الكاريكاتير الناجح؟

أن يكون لماحا وسريع البديهة ويمتلك مواقف ثابتة مبنية على قناعات صحيحة، كما يجب أن يكون مثقفا ومطلعا على تجارب الآخرين لاسيما التاريخية منها.

·         ما هي نصائحك لكل من يرغب في خوض مجال الكاريكاتير؟

دخولك في مجال رسم الكاريكاتير هو قرار دخول معركة، لذا يتوجب عليك أن تكون مستعدا نفسيا وبدنيا وإلا ستكون خاسر من أولى جولاتك؛ فرسام الكاريكاتير مهاجم أكثر منه مدافع، وما تحتاجه في الهجوم أكثر بكثير من الدفاع.

يمكنكم الإطلاع على رسومات الفنان حمد الغائب، ومتابعة آخر أخباره على مدونته الخاصة

hamadalgayeb.maktoobblog.com.

-          في مجتمع مليء بالتناقضات مثل مجتمعنا، ليس من الصعب أن تصلك الفكرة منه على طبق من ذهب

-          المجتمع البحريني يميل إلى السخرية رسما وكتابة، وهي الطريقة التي ينفس بها القارئ عن همه لأنه يرى أنك تنقل همه على صفحات الصحف بطريقة قريبة منه

-          دخولك في مجال رسم الكاريكاتير هو قرار دخول معركة، لذا يتوجب عليك أن تكون مستعدا نفسيا وبدنيا.

Nike Sportswear

معرض الصور