اعتبر الكاتب ورسام الكاريكاتير الإماراتي خالد الجابري، ان الكاتب أو الفنان هو مجموع ما يمر به من تجارب وخبرات وأعمال، فكلها تؤثر فيه ويتأثر بها، وعندما يمتلك الانسان أكثر من موهبة او وسيلة للتعبير عن أفكاره، وما يجول في داخله من الطبيعي ان تؤثر كل موهبة في الأخرى. مشيرا إلى أن اتجاهه لرسم الكاريكاتير كان له تأثيره في اسلوبه في كتابة الرواية والقصة القصيرة، ليصبح أكثر اهتماماً بالصور البصرية في العمل.
وأوضح الجابري الذي قدم من قبل رواية «الرحالة» التي تميل إلى الخيال العلمي، ان ما يقدمه لا يندرج تحت تصنيف كتابات الخيال العلمي البحت، لكنه مزيج بين الخيال العلمي والطابع الاجتماعي أو الفلسفي أحياناً، لافتا خلال الأمسية التي نظمها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، ضمن سلسلة «حوار»، وقدمها الكاتب والشاعر وليد علاء الدين، إلى أن اتجاهه إلى الخيال العلمي يرجع إلى حبه لهذا النوع من الكتابات وفي الوقت نفسه قلة الكتاب المتخصصين في هذا المجال في العالم العربي، حيث مازالت الكتابة في الخيال العلمي محدودة إلى درجة كبيرة.
وأشار الكاتب الإماراتي الشاب إلى أن تأثره بالرسم والكاريكاتير يساعده في تخيل أحداث القصة في ذهنه قبل ان يكتبها، بحيث تمر مثل شريط السينما في عقله، مع اهتمامه بشكل أكبر بالصور البصرية في الكتابة، التي غالبا ما تكون صورة ممتدة ترسم ملامح مشهد متكامل، لافتاً إلى أن هذا الأمر كان دافعاً له في الفترة الأخيرة ليتجه إلى الكتابة السينمائية التي تجمع ما بين القصّ والصورة في عمل واحد، وبالفعل انتهى من كتابة فيلم من المقرر ان يعرض في الدورة المقبلة من مهرجان دبي السينمائي، ويتناول صراع الانسان مع ذاته. كما يعكف على تطوير محاولاته السابقة لتقديم مسلسل كارتوني من حلقات عدة، يتناول البيئة المحلية بأسلوب يناسب مختلف الأعمار.
وعن ارتباطه بفن الكاريكاتير، أشار الجابري إلى انه كان يهوى الرسم منذ سنوات دراسته الأولى، لكن بدايته الحقيقية كانت خلال دراسته الجامعية، حيث وجد في الكاريكاتير وسيلة للتعبير عما كان يقابله هو وزملاؤه من مشكلات وسلبيات خلال الدراسة، ومنذ ذلك الحين ادرك مدى ما يتمتع به فن الكاريكاتير من قوة وقدرة على التعبير واختزال الكثير من المعاني في صورة وبضع كلمات، إلى جانب قدرته على الوصول إلى الجمهور بسرعة أكبر من اي شكل آخر من أشكال التعبير مثل المقال.
واعتبر الجابري أن الكاريكاتير من أصعب الفنون، وان 80٪ من نجاحه يعتمد على الفكرة التي يقدمها الفنان، و20٪ على اتقان الرسم. لافتاً إلى أن رسام الكاريكاتير لابد أن يكون متابعاً جيداً لما يحدث في المجتمع، وما يدور بين الناس، ومن اهتمامات الجمهور يستقي أفكاره ورسوماته.
كما اشار إلى أن ممارسة الكاريكاتير أو الكتابة الكوميدية لا تمنعان ان يكون صاحبهما جاداً في حياته الشخصية، فالسخرية لا تعني الفرح والسعادة، بقدر ما تحمل من ألم وحزن في بعض الأحيان.
يذكر ان خالد الجابري عمل رساماً كاريكاتيرياً في دوريات محلية مختلفة، وشارك في معارض للفنون التشكيلية أداخل الدولة وخارجها، ونال جوائز عدة وشهادات تقديرية في المجال الفني العام، والتميز في الكاريكاتير، إلى جانب جوائز عدة في القصة. كما أصدر مجموعتين قصصيتين، «ابتسامة الموتى» (2009)، و«الحياة الثانية» (2010)، التي ترجمت إلى الالمانية، ورواية «الرحالة» (2009)، بينما يستعد لإصدار روايته الثانية «خادمتنا هربت»، وهي ذات طابع كوميدي، وتتناول قصة أسرة إماراتية تهرب خادمتها.
Crazy Explosive Boost 2017 PK Low