"ناجي العلي هو رسام الكاريكاتير الوحيد في العالم الذي اغتيل لوقف قلمه المبدع"، بهذه الكلمات قدم الدكتور عيسى دباح الدبلوماسي الأردني السابق في لندن 1985 والأكاديمي الجامعي حاليا شهادة شخصية في ذكرى اغتيال الفنان الفلسطيني الـ21.
وجاءت شهادة دباح ضمن برنامج ثقافي أحيته أمس دارة الفنون التابعة لمؤسسة شومان في عمان وسط حضور واسع من المثقفين والباحثين ورجال الصحافة والإعلام والمهتمين وعشاق الفن السابع.
وقال الدبلوماسي الأردني إن الكثيرين لا يعرفون أن ناجي العلي كان يحمل الجنسية الأردنية رغم أنه لم يدخل الأردن، و"كان يراجعني لتجديد جواز سفره لكن الجهات المختصة كانت ترفض على الدوام".
وأشار إلى أن العلي ناقشه بغضب في مكتبه بالسفارة قائلا "إذا كنتم ترفضون تجديد جواز سفري فلماذا منحتموني إياه". وقد وسط أصدقاء كويتيين لتجديد جوازه لكن الموافقة كانت تتم بعد فوات الأوان.
اغتياله.. مصلحة إسرائيلية
وأشار دبّاح لاغتياله فقال إن الكثيرين يعتقدون أن هناك أيادي فلسطينية أو عربية وراء الجريمة، وقد تابعت مع مجموعة في مكتب الجامعة العربية بلندن القضية، وتوصلنا إلى قناعة أكيدة تفيد بأن مقتل ناجي العلي مصلحة إسرائيلية فقط.
ومن جهة نظر دبّاح فإن إسرائيل هدفت من اغتياله خلق فتنة وصراع على الساحة الفلسطينية من خلال الإيحاء بأن رسوماته ضد زعيم فلسطيني سبب مقتله، وقال "لا أعتقد أن زعيما عربيا أو فلسطينيا يقدر على جريمة كهذه في مصلحة إسرائيل والصهيونية وحلفائها".
وفي حديث جانبي ذكر دبّاح للجزيرة نت أن جهاز أسكوتلنديارد البريطاني سحب يده من الاستمرار في التحقيق باغتياله بعد أن كشف أن القاتل الحقيقي مرتبط بدولة أوجدتها بريطانيا.
من جهته وصف الباحث عبدالله حموده في ورقته "الفن والحياة.. ناجي العلي نموذجا" الراحل بأنه ابن الحياة الذي يعيد خلقها بأدواته، ويؤثر في الناس بمشاركتهم همومهم وخوض معاركهم، وهذا يتعاكس مع شهوة التسلط واغتيال الوطن كما يجري في فلسطين أرض البرتقال الحزين.
وقال إن من يرفضون مبدأ الحوار ويعادون الديمقراطية ولا يطيقون الاختلاف أحسوا أن ناجي العلي هو قاتلهم المعنوي، مشيرا إلى أن للفنان امتدادا عالميا حيث أنجز أربعين ألف عمل غير التي بقيت حبيسة الرفوف، وقدم ثلاثة كتب لم تسمح الرقابة بدخولها الأردن حتى الآن، حسب ما قال.
ويرى أن المرأة في رسوماته دائما جميلة ونظيفة تصحح الرجل ولباسها الفلسطيني يسيطر على المشاعر، لأنها ترمز للعطاء الدائم، "إنها فلسطين"، وقال إن الذي قتل ناجي العلي هو الذي سلم المطران كبوتشي للصهاينة.
فيلم الأيقونة
وعقب الأمسية عرض فيلم "الأيقونة" سيناريو وإخراج هناء الرملي "عشر دقائق" تتحدث عن "حنظلة" الطفل الذي ابتدعه ناجي العلي ليكون أيقونة تحميه من مزالق الحياة وتذكره بمأساة شعبه وقضيته.
وقالت هناء الرملي للجزيرة نت إن الفيلم موجه لجيل الشباب الذين لم يعاصروا ناجي العلي وشاركوا في مادته الوثائقية عبروا بعفوية وصدق وحب وتناول قصة حنظلة منذ ولادته ونشأته حتى أصبح أيقونة في وجدان وضمير كل عربي مخلص لانتمائه وأرضه وقضيته.
Off White X Nike Design