قيم هذا الموضوع:
المصدر:
جريدة العرب اليوم - الأردن
الكاتب:
شيرين القطاونة
اجاد رسام الكاريكاتور "جلال الرفاعي" في تشكيل نبض الشارع الاردني والعربي بتناغمات استوحاها من حروف طعمت بتعبيرات خفية, وخطوط وتفاصيل بحثا عن النقط الهادفة في هذا العالم المليء بالإشكاليات, ليكون لرسوماته وقع خاص على كل محبي هذا الفن البسيط والعميق. وقد كان للقضايا الاجتماعية النصيب الأكبر بروح تقليدية بحت ليس للتقنيات الحديثة عليه طريق وهذا دليل التميز...
* حدثنا قليلا عن رابطة رسامي الكاريكاتور الأردنية, ما هي أهدافها, برامجها وما هي جولة المحافظات...؟
- رابطة رسامي الكاريكاتور الأردنيين كانت حلما ومطلبا لمحترفي وهواة هذا الفن الجميل لكي تضمهم وترفع من شأنهم وتحقق لهم بعضا مما يجول في خواطرهم ولكي تصبح جامعة لهم من خلال إيجاد مقر دائم يكون بمثابة البيت الثاني للمشتركين في الرابطة. وسنسعى لإصدار مجلة فصلية تعنى بأخبار واعمال الاعضاء وتنشر رسوماتهم خصوصا الذين لا يجدون منبرا لنشرها في مكان آخر.
واخيرا فاننا سنحاول ان نوفر بيئة فنية مناسبة لرعاية الفنانين من خلال اقامة معارض مشتركة وعمل ندوات ودورات تثقيفية وفنية وطباعة كتاب سنوي يحوي مجموعة لكل فنان مع نبذة تعرف القارئ به.
وها نحن قد بدأنا التحضير لاقامة معرض كاريكاتوري لكافة اعضاء الرابطة يبدأ من مدينة اربد باعتبارها مدينة الثقافة الأردنية ويتجول في كافة المحافظات انتهاء بمدينة عمان... وسيكون ذلك بعد عيد الفطر مباشرة.
* ماذا تتوقع الرابطة من مؤسسات المجتمع المدني..؟ هل ستباشر الرابطة استقطاب اكبر عدد من الرسامين بعقد دورات متخصصة..؟
- ان الكاريكاتور هو من اهم الفنون التي على مؤسسات المجتمع المدني رعايتها والاهتمام بها وتقديم كافة المساعدات الممكنة للرابطة لما لهذا الفن من تأثير في مجال الاعلام ولانه اصبح من اهم الاسلحة التي تعرض وجهات النظر الدولية من خلال الصحف والانترنت وشاشة التلفزيون وكافة وسائل الاعلام. ولو رجعنا الى الخلف قليلا لادركنا مدى خطورة استغلال الكاريكاتور في طرح قضايا ومفاهيم خطيرة. وأعني هنا ما تجرأ به نفر من رسامي الكاريكاتور في الدنمارك حين رسموا تلك الرسوم المسيئة للرسول الكريم وتلك الضجة العالمية التي صاحبت ذلك. وهذا المثال وحده حافز لكافة مؤسسات المجتمع لدعمه وتوفير المناخ المناسب له ليزدهر ويتقدم.
تركيزنا حاليا على توفير الدعم المالي الكافي لكي نبدأ في تقديم نشاطاتنا وحالما نجد انفسنا في وضع مالي جيد. والمقر المناسب فاننا سنولي الاهتمام الكافي باعضاء الرابطة عن طريق الالتقاء الدائم وعقد الدورات الفنية ومحاولة استضافة فنانين مرموقين في مجال الكاريكاتور والرسوم المتحركة لعمل ورشات مشتركة يستفيد منها الجميع.. اضف الى ذلك اننا سنحاول ايفاد شباب الرابطة في دورات تدريبية وبعثات لفترات محددة الى الخارج اذا وجدنا الدعم المناسب من كافة الاطراف
* كيف يصل هذا الفن للاشخاص العاديين ممن لا يتابعون الصحف برأيك ..؟
- لم تعد الصحف هي الوسيلة الوحيدة لمتابعة اعمال فناني الكاريكاتور.. فلقد اصبح "الانترنت" مصدرا رئيسيا وهاما من مصادر المتابعة اذ توجد مواقع متخصصة لفن الكاريكاتور تضم مجموعات كبيرة من رسامي العالم يستطيع أي الدخول اليها ومتابعة اعمال رساميها يوميا وبكل بساطة.
* كيف تجد الرسامين الشباب؟
- قلت واقول دائما: مع ان عمر الكاريكاتور في الأردن قصير الا انه ومع وجود العدد الكبير من الصحف اليومية والاسبوعية والمجلات والمطبوعات الاخرى برزت وتبرز مجموعة من الشباب الموهوبين والواعدين اضافة الى الموجودين في الصحف اليومية الذين يعتبرون من اهم رسامي الكاريكارتور لا على المستوى المحلي ولكن ايضا على المستوى العربي.. والعالمي!
* وجود شخصية ثابتة ومعينة عند بعض الرسامين تصبح طابعا وهوية لهم.. لماذا لم نشهد ولادة شخصية ثابتة في اعمالك..؟
- من قال ان الشخصية (الثابتة) هي التي تطبع اعمال الفنان أو تجعله مهما أكثر من غيره.. ابتداع الشخصية راجع للفنان نفسه لا لفن الكاريكاتور.. حيث ان لكل فنان رؤيته وفلسفته المقتنع بهما ومن خلال هاتين الرؤيتين فهو الوحيد القادر على ابتداع اسلوبه وطريقته, فلو كانت الشخصية الثابتة هي التي تحدد طابع الفنان لفقدت الاغلبية الساحقة من فناني الكاريكاتور هويتها!! الذي يحدد هوية الفنان شيء آخر مختلف الا وهو الاسلوب الخاص الذي يقدم به الفنان نفسه والذي يعتمد على الخط الكاريكاتوري الذي يميز كل فنان عن الآخر.. والذي هو توقيع الكاريكاتور وهويته حيث يستطيع القارئ ان يميز عمل الفنان من خلال خطوطه حتى لو لم يوقع الفنان عمله.
خذ مثلا على ذلك الفنان الكبير ناجي العلي الذي اشتهر بشخصية حنظلة. فلو جردنا احد رسوماته من هذا التوقيع وعرضناها على اي شخص لعرف الرسم من خطوطه واسلوبه المتميز وقس على ذلك بقية الفنانين.. وهنالك نقطة اخرى الا وهي الخوف من ان تفقد الشخصية الثابتة بريقها وتصبح عبئا على الرسام بدل ان تكون تعريفا له.. ثم ان التنويع في رسم الشخصيات كل مرة هو عمل ممتع للفنان ومريح للقارئ على حد سواء.
* انت تصر على استخدام الخطوط البسيطة لماذا, وتنتقد التكنولوجيا تحديدا في هذا الفن..؟
- لا اعرف ما هو المقصود بالخطوط البسيطة.. فالكاريكاتور اصلا مبني على البساطة الظاهرية والعمق المعنوي!! واشهر الفنانين هم الذين يختزلون الخط والتعليق والفكرة والهدف بأبسط الخطوط واقواها وصولا لما يريد. اليس الكاريكاتور اختزالا لمقابل طويل أو حتى صفحة من جريدة؟! اما موضوع انتقادي للتكنولوجيا فهو منصب على هؤلاء غير الموهوبين الذي يجمعون رأسا من هنا وجسما من هناك وفكرة من هنالك ويقصونها ويلصقونها ويخرجون علينا برسم يقولون انه من انتاجهم.. وهذا تشويه للكاريكاتور!!
النقطة الثانية التي انتقدها هي وجه الشبه بين بعض الرسوم الكاريكاتورية الملونة والفيديو كليب الغنائي.. حيث ان ظاهرة الفيديو كليب اعمت المشاهد عن تتبع الصوت والموسيقى وابرزت الكثير من الوجوه التي لا تمتلك موهبة الغناء الحقيقية لان المخرج استطاع ان يأسر المشاهد بالمناظر الجميلة التي يراها لا بالصوت الذي يسمعه. وبعض الرسوم الكاريكاتورية الملونة تشبه هذا الى حد كبير حين يمضي الرسام ساعات طوال في عملية التلوين والابهار البصري على حساب الابهار الفكري الذي من المفترض انه وظيفة الكاريكاتور!!.
Shop Womens Socks - View the Large Range