كثير هو الذي قيل في الرسومات الكاريكاتيرية، فمنهم من قال عنها " السيف القاطع " و " الرموز التي هي أبلغ من الكلام "، وكان من بين أقوال الرئيس الأميركي السابق هنري ترومان "لا أخاف إلا من الموت ومن رسامي الكاريكاتير".
وفي المقابل لقي بعض رسامي الكاريكاتير حتفهم ثمنا لرسوماتهم كرسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي.
وتثير بعض الرسومات الكاريكاتيرية حفيظة أمة بكاملها، كما ثارت ثائرة الشعوب الإسلامية في عام 2006م على اثر الرسومات الكاريكاتيرية التي استهزأت بالنبي محمد " ص "، بالإضافة إلى تحول شخصيات كاريكاتيرية عربية إلى رموز وطنية تظهر في محافل عدة لعل أشهرها أم ستوري " الدلالة " وحنظلة وغيرهما .
وعن تجربته في هذا المضمار يقول فنان الكاريكاتير مازن الداود : " نمت لدي منذ الطفولة ميول الرسم، لتبدأ معالم التجربة في النضج عندما نشرت أولى رسوماتي في موقع الكتروني في العام 2000، تبعتها رسوم أخرى تعبر عن مضامين اجتماعية ساخرة " . ويضيف الداود "ومع التشجيع الذي لقيته استمرت نتاجاتي، وانتقلت رسوماتي من الأبيض والأسود إلى الملون، ومن ثم رسم الشخصيات باستخدام الكمبيوتر".
ويجد أن ثمة تقليدا عالميا في اعتماد شخصية شعبية من كل بلد كبطل لرسومات الكاريكاتير، ومنها الشخصية البغدادية مفتول العضلات الذي يعمر " الجراوية " وأبو العبد كرجل للشارع اللبناني، والقبضاي السوري والصعيدي الفلاح رمزا للشخصية المصرية، غير أن رموزا بعينها تكون معروفة للشارع العربي برمته أكثر من غيرها.
يقول محمود الغزي - طالب جامعي - إن أول ما يبحث عنه عند إمساكه بأية جريدة هو الكاريكاتير، نظرا لكونه "يختزل بين خطوطه الساخرة مشهدا سياسيا عالميا كان أو محليا"، مضيفا "كما أن من أجمل ما في الكاريكاتير انه لا يكلف القارئ عناء البحث والتحليل والتركيز كذلك الذي يبذله في الصحافة المكتوبة".
تقول السيدة سكينة العبيدي - ربة بيت - "اعتدت يومياً أن أبدأ بتصفح الجريدة على غير عادة الناس حيث أبدأ بالصفحة الأخيرة كي أرى الكاريكاتير قبل أن أهمّ بقراءة أي خبر"، معللة ذلك "في مرات كثيرة أشعر بأن الكاريكاتير ينقل ذات الفكرة التي ينقلها خبر الصفحة الأولى، ولكن بطريقة ساخرة ومبسطة .
وعن قوة الكاريكاتير يقول رسام الكاريكاتير عبد السلام العلي هناك رسامون عرب يملكون قوة تعبيرية هائلة بقالب ساخر لاذع، إذ مل الشارع العربي خصوصا من جدية تناول القضايا العالقة، بالإضافة إلى نسبة الأمية العالية التي تغزو المجتمع العربي، ما يجعل للكاريكاتير قيمة مضاعفة، إذ لا يحتاج إلى مستوى علمي رفيع لفهمه وتحليله".
ويردف العلي "من أولويات رسام الكاريكاتير أن يسعى ليكون لسان حال أغلبية الناس، لا سيما أولئك المهمشين وغير القادرين على التعبير".
ويشير إلى أن الحياة اليومية "تشكل معينا لا ينضب لثقافة رسام الكاريكاتير، الذي يتمخض رسمه عن عصف ذهني طويل يلتقط التفاصيل والمفارقات بقالب ساخر".
وينحاز إلى "الفكرة الغنية وإن كان تمثيلها متواضعا، في مقابل تيارات أخرى في مدرسة الكاريكاتير التي تنحاز إلى تقنيات الرسم الكبيرة وإن كانت الفكرة ضعيفة".
ويرى الكاتب الساخر علي السوداني أن "قيمة الكاريكاتير الإعلامية كبيرة جدا، نظرا للدور القوي الذي يلعبه سياسيا واجتماعيا، إذ يثير شحنة فكرية في نفس المتلقي بأثر يضاهي قوة الكلمة المكتوبة".
ويقول "يصنف الرسام إعلاميا وناقدا ومؤثرا بريشته وقلمه، إذ تأخذ رسوماته تأثيرها من البراعة في التقاط التفاصيل، وفي أحيان من الرسالة المكتوبة التي تصاحب الرسم، إذ تُستقى هذه الرسالة المكتوبة من القاموس الشعبي مازجة إياها بقالب من السخرية والجرأة".
ويرى الفنان الشاب سامر كنعان أن قوة الكاريكاتير تنبع من كونه "مادة مرئية يسهل على جميع الطبقات الاجتماعية والفكرية والتعليمية التقاطها وفهم رسالتها المقصودة".
ويتخذ كنعان من الأوضاع المعيشية التي تلقي بظلالها على جميع شرائح المجتمع لا سيما الشباب وقودا أساسيا لرسوماته، التي "تلتقط صورا من البيت وبيئة العمل والشارع".
ويصف أستاذ العلوم السياسية هاشم الهيتي الكاريكاتير بـ"الثقافة عالية التأثير ليس اجتماعيا فحسب، بل سياسيا كذلك، إذ يعلم صناع القرار مدى قوتها وأثرها اجتماعيا، فيتوجسون من عينها الناقدة خيفة، محاولين تحاشي ما تلتقطه من زلات وهنات
nike free run 5.0 footlocker