عاصرت معظم زعماء مصر من الملك فاروق حتى الرئيس مبارك ورسوماتي لم تغب عن «الجمهورية » منذ عام 53

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الدستور - الأردن
الكاتب: 
طلعت شناعة

لعله من رسامي الكاريكاتير القلائل في الوطن العربي الذي عاصر معظم زعماء مصر من اواخر عهد الملك فؤاد الى الملك فاروق مرورا بالرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السادات حتى العصر الحالي ـ عهد الرئيس حسني مبارك.

الفنان احمد طوغان الذي التقيته في القاهرة وتحديدا في ( حي المقطم) ، وعبر ساعتين من الزمن تحدث عن تجربته في السياسة والصحافة حيث يعمل في جريدة"الجمهورية" المصرية .

ولأن الحديث يطول وتحديدا في السياسة ويحمل تفاصيل كثيرة ، ربما لا يكون هنا مجالها ، فسوف نختار ما تناول تجربته في الفن وعلاقته بالحياة.

وصف الفنان طوغان الرئيس انور السادات بأنه افضل من قرأ الشعر ، وهو من جعله يحب الشعر. واضاف"علاقتي بالرئيس السادات تعود الى عام 47 . وكان السادات وقتها مفصولا من الجيش. وكنا مجموعة مثقفين نلتقي في"قهوة بالجيزة" وكانت الشلة تضم الفنانين والمثقفين: زكريا الحجاوي ومحمد علي ماهر وانور المعداوي" ومن جيل الشباب آنذاك ـ: يوسف ادريس وصلاح عبد الصبور ومحمود السعدني وسمير سرحان".وحين فكرت ثورة يوليو باصدار جريدة"الجمهورية" اتصل بي السادات وعرض عليّ العمل فيها وهو ما حدث.

واضاف الفنان طوغان: كان يقوم برسم الكاريكاتير في مصر قبل ان امارس هذه المهنة رسامون اجانب منهم"سانتوس" الاسباني وهو الذي التقاه الامير عمر طشم خلال زيارة له في مدريد وكان الامير طشم يفكر بانشاء مدرسة للفنون الجميلة واتفق معه للمجيء الى مصر. وهنا عمل سانتوس في مجلة"الكشكول".

وبعد الفنان سانتوس جاء الفنان صاروخان وهو ارمني هرب من تركيا الى النمسا والتحق بمدرسة الفنون بالنمسا. وفي تلك الفترة كانت هناك اسرة مصرية تفكر بانشاء مجلة للكاريكاتير في مصر. والتقى احد افرادها بمقهى في النمسا الفنان صاروخان ودعاه للقدوم الى مصر. و اجهضت الفكرة. ومن ثم التقى الصحفي محمد التابعي الذي الحقه بمجلة"روز اليوسف" التي تمتلكها والدة احسان عبد القدوس الصحفية روز اليوسف. وبعدها اخذه معه الى مجلة"آخر ساعة".

وجاء بعد صاروخان الفنان عبد المنعم رخا الشهير ب رخا الذي فتح الباب امام رسامي الكاريكاتير في مصر والعالم العربي.

وقال الفنان طوغان: عملت في جميع المجلات المصرية حتى انشأ مصطفى وعلي امين جريدة"اخبار اليوم" واختارني للعمل معهما. ونفى الفنان طوغان ان يكون قد تعرض للمنع ابدا خلال عمله وان كان قد تعرض للمساءلة مرة في زمن الملك فاروق.

ويضيف طوغان: عام 2008 اتهمتني جمعية امريكية بمعاداة السامية بسبب ظهور كاريكاتير لي يشير الى ان احد اهداف غزو العراق كان المحافظة على امن اسرائيل.

واكد طوغان: فن الكاريكاتير في مصر والوطن العربي اخذ مكانته الطبيعية وهناك مستقبل زاخر له. وتحدث عن صفات رسام الكاريكاتير الجيد فقال طوغان: لا بد ان يتمتع بثقافة عالية وان يدافع عن قضية قومية يؤمن بها وان يحترم عمله ويمنحه الوقت الكافي. واشار الى فكرة الكاريكاتير لا بد ان تنبع من الفنان ذاته واحيانا لا بأس ان تأتيه الفكرة من رئيس التحرير.

وقال طوغان: كنت اقول للفنان مصطفى حسين لا تعتمد في عملك على فكرة من احد ( اشارة الى تعاون مصطفى حسين مع الكاتب الساخر احمد رجب). لكن الفنان حسين رد بقوله: إنه واحمد رجب يرتبطان معا في علاقة متينة ـ لم يدم التعاون بينهما ـ بعد ذلك وانفصلا.

ويعترف طوغان انه عادة ما يرسم بالليل ومنذ عام 53 وهو يرسم بشكل يومي في جريدة"الجمهورية". اي منذ ثورة يوليو.

ومن ابرز اصدقاء الفنان طوغان من العالم العربي الفنان الراحل ناجي العلي والزميل الفنان جلال الرفاعي والفنان ابراهيم الوهيبي والفنان جلال عمران وغيرهم.

وحصل الفنان طوغان على وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى من الرئيس مبارك وجائزة مصطفى وعلي امين وجائزة حقوق الانسان. كما اصدر العديد من الكتب ابرزها "ايام المجد في وهران"عن ثورة الجزائر وكذلك اصدر مؤخرا كتابا حول القضية الفلسطينية بعنوان"دور الكاريكاتير في قضية فلسطين".

Footwear

معرض الصور