عامان على صفحة (بسامير) ثروة فريدة في"الصباح الجديد":

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الصباح الجديد - العراق
الكاتب: 
علي مندلاوي

كاريكاتير"عمو بابا"المنشور هنا كان أول وجه رسمته بهذا الاسلوب، وكان ذلك في منتصف السبعينات من القرن الماضي، ولم أكن أتصور وقتها باني سأجعل من هذه الطريقة في الرسم منهجا، ومن عشرات الوجوه التي رسمتها لاحقا سلما الى النجوم!

نجوم التقطتها واحدا واحدا، ورسمت ملامحها المختلفة الممزوجة بأشكال من ابداعاتها المتميزة، وعطاءها الثر، كـ "بدر شاكر السياب" و"جواد سليم" و"عبدالله كوران"و"حسن مردان" و"فؤاد التكرلي" وغيرهم وغيرهم.

وتشاء الصدف أن أعثر على صورة لكاريكاتير عمو بابا قبل مدة وجيزة، فهو الوجه الوحيد من بين كل الوجوه التي رسمتها لاحقا، الذي كان رسمه لمجرد التمرين، لذا فان لنشره اليوم في مناسبة احتفالنا بمرور عامين على أول صفحة تنشر من (بسامير) في (الصباح الجديد) معنى وطعما خاصين!

فـ"عموبابا"الذي يكاد أن يكون الرياضي الوحيد من بين كل الوجوه التي رسمتها، والذي بدأت به اولى محاولاتي لرصد الوجوه بقصد رسمها كاريكاتيريا قبل حوالي 34 عاما كان بمثابة كرة الثلج الصغيرة، التي كبرت وكبرت، وهي تتدحرج على سفح الزمن، لتضم اليها المزيد من الشخصيات في مغامرة لم تتوقف عند حدود تلك الوجوه (العراقية)المتفردة بعطاءها الابداعي، وكذلك عند حدود النشر في الصحافةالمحلية، بل تعدتها لتشمل العشرات من وجوه الفن والسياسة والادب والمجتمع في بلاد العرب والعجم، والصين، والهند، ومصر، والسودان، ودول البلقان، ودول اوربا واميركا، وليتوسع نطاق نشر هذه الرسوم في صحافة العرب من المحيط الى الخليج، باذن وبدونه!

بهذا أكون في مجال رسم الوجوه كاريكاتيريا من أصحاب السوابق، من الذين يشار اليهم بالبنان، ولكن هل أكون كذلك في مجال الصحافة، والكتابة وتحرير الصفحات للمجلات والصحف؟

هل أتجرأ وأقول باني بدأت (المشيتين) في وقت واحد، وفي مرحلة متقدمة جدا من عمري، وكانت مخطوطة المجلة التي حررتها ورسمتها للأطفال باسم (عبوسي) مفتاح معرفتي بالفنان"حمودي الحارثي"بطل المسلسلة الجماهيرية الشهيرة، واستقبالي من قبل مقدم ومعد برامج الاطفال المعروف"عمو زكي"، الذي قدمني في احدى حلقات برنامجه، ودخولي مبنى مجلتي، حيث استقبلت بحفاوة لم اتخيلها من رئيس رساميها الفنان"طالب مكي"ومحريرها الذين سارعوا الى تقديم ما انجزته لقراء المجلة الواسعة الانتشار.

واذا كان كاريكاتير عمو بابا كرة الثلج في تجربتي الكاريكاتيرية ، فان (عبوسي)المجلة المخطوطة كانت بمثابة كرة الثلج في تجربتي الصحفية، التي تطورت الى كتابات للاطفال، ومقالات، وصفحتان ساخرتان باسم(المنشار)في مجلة (حراس الوطن) خلال النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي. (مشيتان) بدأت بهما عملي في مجلة(حراس الوطن) خلال النصف الثاني من الثمانينات:مشية الرسم الكاريكاتيري، ومشية تحرير واعداد صفحتا النقد والسخرية في مجلة(حراس الوطن): والتي حملت اسم (المنشار) التي كان عمودها الفقري الذي شغل ثلثا الصفحتين الرسوم النارية للراحل "مؤيد نعمة"و"خضير الحميري"و"عبدالرحيم ياسر"و"ضياء الحجار"والراحل"بربن"و"كفاح محمود"وكان دور الفنان"وليد نايف"فتح النافذة على حصاد الكاريكاتيرالعالمي، وقطف الحار والمكسب والغالي من فاكهة الكاريكاتير (شبه) المحرم في ظل النظام الدكتاتوري الحاكم آنذاك.

وكنت ابتدء الصفحتان بعمود اسبوعي اكتبه بنار القلب، وكانت تصلني بين الحين والحين رسائل مباشرة تطن في اذني:انتبه ..منشارك حاد..وسينقلب عليك !!

كان للمنشار وقع..وما يزال الكثيرون يتذكرونها، ويذكرونها، وهناك من يحاول في أيامنا هذه أن يجعله عنوان مجلة ساخرة تصدر من بغداد، وهي دلالة بليغة على ما ذهبت اليه!

اما صفحة (بسامير) الذي هو تطوير واضافة على صفحتا المنشار السالفتان، فان لصاحب الصباح الجديد، ورئيس تحريرها الصديق"اسماعيل زاير"الذي استقبل فكرتها بحماس، وافرد لها صفحة كاملة مشرقة بالالوان دوره في تمهيد الأرضية لها، وتسهيل مهمتي بتوفير أقصى ماهو متاح من حرية، فلا أذكر بانه تدخل يوما في اقتراح اضافة، أو حذف على نص، أ و رسم، وتلك لعمري أقصى ما يتمناه الصحفي في عمله، وهو الأمر الذي أطال من عمر الصفحة وأدامها، لتصبح سكة أسير عليها لعامين، وما أزال!

وفي بسامير، وكما يخرج الساحر من قبعته الارانب والطيور الملونة والمناديل التي لا تنتهي، كذلك صرت اعد عشرات الموضوعات التي تصب في خانة النقد والنقد الساخر، وأعترض طريق عشرات التجارب السابقة واللاحقة، لأنقل محتواها نصا وروحا وصورة، والاحق من خلال الشبكة العنكبوتية المدهشة النتائج الساخنة لعشرات المعارض والمهرجانات والمسابقات الدولية لحظة بلحظة، لأنشر حصادها لكل مايمت الى الكرتون والكاريكاتير من رسم وتصوير ومجسمات، ولأعرف بأعداد من خيرة نجوم هذا الفن في بلادنا والمعمورة.

وبهذا وخلال عامين من الـ (بسامير) تجمعت لدي مادة تكاد أن تكون فريدة لكتاب يندر وجوده في المكتبة العربية، وهو مشروع سأعمل على تنفيذه في العام القادم.. مشروع كتاب ينبغي ان تكون طباعته واخراجه بمستوى محتواه الدسم، ومن غير بيروت أهل لذلك؟

وقد تؤدي السكة الى محطة على شكل مجلة شهرية أو اسبوعية، وموقع حيوي على الانترنيت أقف عندها لأفتح الباب على مساحة أوسع للسخرية والفكاهة والنقد، وما يدور من جديد في محيط الكرتون والكاريكاتير من الجديد الساخن، فاللعبة كبيرة، ولدينا من المواهب الرائعة في الرسم والكتابة ما يملأ الدنيا صخبا، وما يكسبنا بين العالمين من الاعجاب، وما نستحق من أوسمة التقديرالكبرى.

كرة الثلج يتدحرج في الكاريكاتير، ليصير بين أصابع الرسام الساحر كرة متوهجة من نار يكشف المستور، وينشر الغسيل القذر للمفسدين، ويعلن على الملأ المساوىء، وما اكثرها في عراقنا الجديد (علينا أن لا ننسى الايجابيات في الكفة الاخرى) وهنا تبرز صورة الراحل مؤيد نعمة وهو يقارع برسومه النارية الارهاب، وتعلو قعقعة (سلاية) خضير الحميري، وعبد الرحيم ياسر، واحمد الربيعي، وسلمان عبد، وكفاح محمود، وعدد من شباب الكاريكاتير في اقليم كردستان في مجلة (كه ب-السخرية) وغيرها، وهم يميطون اللثام عن ركام من مثالب وسلبيات (المرحلة) ومخاضها العسير، الذي لابد وان يؤدي طال الوقت ام قصر الى سكة السلامة والخير والامان والكرامة لأهلنا وبلادنا.

وأخيرا فان الاحتفال بالمناسبة فرصة للوقوف عند تفاعل الاخوة الكاريكاتيريين العراقيين في مشارق الارض ومغاربها وتعاونهم مع الصفحة، وتقديم باقات الشكر لهم، ومنهم "رائد نوري"في اميركا، و"منصور البكري"في المانيا، و"فيصل لعيبي"في انجلترا، و"أمير

Popolare 100% Reale Scarpe Sport Grigio Bianca Nike Magista Obra Ii Fg Irlanda Pelle Vxw2X85h90

معرض الصور