عيون وآذان (الكاريكاتور ... وضعُ ينكره النظام)

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الحياة - لندن
الكاتب: 
جهاد الخازن

 

ربما لاحظ القارئ العربي أن النظام السوري حقق معجزة هي أنه جعل محطتي «الجزيرة» و «العربية» تتفقان عليه، وهما لم تتفقا على شيء قبل ذلك. وأزيد لهذا القارئ أن النظام حقق معجزة موازية مع الإعلام الخارجي، فالميديا الغربية التي أتابعها كل يوم أصبحت بشقيها المحافظ والليبرالي ضد النظام السوري، ولا يختلف بعضها عن بعض إلا في درجة العداء له.

كنت في 19/1/2012 كتبت في هذه الزاوية عن رسوم كاريكاتورية سياسية، وقسمت الموضوع بين رسوم معمر القذافي وأخرى ضد بشار الأسد. الزعيم الليبي سقط والنظام السوري يترنح، إلا أنه على ما يبدو ماضٍ في طريق الحل الأمني الذي فشل شهراً بعد شهر، أي فشل 16 مرة حتى الآن.

اليوم أعود بمجموعة من الرسوم الكاريكاتورية، في أبرز الصحف البريطانية والأميركية، وكلها يعكس وضعاً ينكره النظام في دمشق، هو أنه خسر الرأي العام العالمي نهائياً، ما لا بد أن ينعكس على نتيجة المواجهة المسلحة في مدن سورية وريفها. (أصول الرسوم كلها محفوظة عندي للباحث المهتم).

الألعاب الأولمبية في لندن أوحت بعدد من الرسوم، ورأيت في واحدة منها الشعلة الأولمبية في يد الدكتور بشار الأسد، وهناك سؤال: من أنار الشعلة؟ والرئيس السوري يرد: أنا فعلت، إلا أن النار من شعلته في الرسم تمتد لتحرق المدن السورية.

في رسم آخر من وحي السفن ومباريات التجذيف، نجد في زوجي الرجال قارباً مليئاً بالجماجم، ومتباريان هما بشار الأسد ومحمود أحمدي نجاد.

وأختار رسماً لأولمبياد آخر، فالمرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني يعتلي منصة كتب تحتها «أخطر رجل في الشرق الأوسط» وأمامه بنيامين نتانياهو مصفقاً له، ووراءه بشار الأسد وقد تملكه الخوف، والكاريكاتور يعكس انتصار رومني الكامل لإسرائيل، وتأييدها في حال حرب على إيران، وضد سورية.

وإن لم تكن القوارب فهناك سباق الدراجات الهوائية، وفي رسم قسم في نصفين يظهر في واحد منهما متنافس منطلق في شوارع لندن والجمهور يصفق له، وفي رسم آخر بشار الأسد في شارع خالٍ مدمر وهو يحاول تجنب الانفجارات حوله.

الرسوم لا تكاد تحصى، وأرجح ألا أستطيع الحديث عن كل ما جمعت في هذه العجالة فأختار:

- بشار الأسد على دبابة وهو مدجج بالسلاح، وحوله صواريخ ويقول: لن أستعمل أبداً الأسلحة الكيماوية ضد شعبي.

- أيضاً على دبابة، بشار الأسد يستعمل نظارات طبية ليرى ملاك الموت وهو يشير إلى كتابة على جدار تقول «نهايتك اقتربت» والعبارة تبدأ بحروف كبيرة وتتكرر بحروف أصغر، كما يفعل طبيب عيون يفحص بصر زائر. ولعل الكاريكاتور يلمح إلى دراسة بشار الأسد في طب العيون.

- برميلا قمامة، واحد طار نصفه، والآخر يخرج منه بشار الأسد، وتحته الكلمات: انتهى، تقريباً انتهى، لا بد أنه قرب النهاية.

- رسم لبشار الأسد في مغطس من الدم وكوفي أنان يقدم له صابونة. رسم آخر للدمار في سورية وأنان يغلق عينيه بيده فلا يرى. والرسمان قبل استقالة مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة.

- بشار الأسد وبيده ساطور يقطر دماً في خمسة مشاهد والدم يتصاعد تدريجاً حتى يغمره. وفي كاريكاتور آخر بشار الأسد يدهن أرض غرفة بالدم، ثم يجد أنه حصر نفسه في زاوية من الغرفة، وقد سد المخارج على نفسه.

- بشار الأسد يقف على هرم من الجماجم ويقول إنه لا يزال فوق لأنه يتمتع بثقة الشعب السوري. ورسم الجماجم يتكرر في رسوم كثيرة.

- الرئيس السوري جالساً يشرب من فنجان قهوة بيد، وفي اليد الأخرى كرة مربوطة بخيط عليها اسم الأمم المتحدة، وهو يلعب بها.

وكما توقعت في البداية، فلا تزال أمامي رسوم كثيرة ضاق المجال عنها، وتجمّعت لي كلها من دون طلب فقد وجدتها في مصادر بحثي اليومية. والمجموع يؤكد أن النظام السوري خسر الرأي العام العالمي.

 

 

nike air max 90 team

معرض الصور