نشرت صحيفة تشرين الرسمية قبل فترة مقالا بعنوان ( الدومري : القصة الحقيقية ) , تحدثت فيه عن تمويل من جهة مفترضة لجريدة الدومري و عدد من النقاط الأخرى ...
الفنان الكبير علي فرزات و بحديث خاص لزمان الوصل قال : ترددت كثيراً قبل الرد على كل ما أثير من غبار حول الدومري التجربة الصحفية السورية الفريدة ، لخوفي أن أمنح بهذا الرد فرصة لصحيفة كاسدة لتحظى بالظهور ، و لو كانت على (...... ) , لكن غيرة الناس و إلحاحهم على الرد دفعني لتوضيح عدد من الحقائق .
تمويل الدومري من جيبي
ويتابع فرزات : الدومري كجريدة مستقلة و ساخرة و ناقدة كانت مشروعاً أهلياً بامتياز ، و أنشأتها من تمويل جيبي و بمبلغ لا يتجاوز \700,000\ ل س فقط , و كانت المسألة بالنسبة لي مقامرة أو مغامرة ..... لكن هذا الوهم تبدد بمحبة و تقدير الناس لي , و نجح المشروع بامتياز ... , و قد أتيت على ذكر ذلك من خلال مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية
هل " لطش" وسيط الجهة الرسمية الرفيعة ال \500\ الف ليرة
و أضاف فرزات : لو كانت " الجهة الرسمية الرفيعة " قد أرسلت لي عبر وسيطها مبلغ \500,000\ ل س كما ذكرت جريدة ( تشرين – كيشوت ) قد سمعت ما قلته في الجزيرة لاحتجت بالحد الأدنى , سواء كانت جهة رفيعة المستوى أو جهات أخرى , فقد أكدت في اللقاء أني مولت الدومري من حساب جيبي الخاص , اللهم إلا في حالة واحدة أن تكون تلك الجهة المفترضة قد ارسلت المبلغ عبر وسيط وهذا الاخير قد " لطشه " ربما بالاتفاق مع كاتب المقال و مسؤول الجريدة "فيفتي فيفتي " ....؟
السيد الرئيس شجع فكرة الدومري
و يتابع فرزات : حول ما ادعته جريدة (تشرين – كيشوت) عن صاحب الحق بامتياز جريدة الدومري ، أقول إن مجرد طرح مثل هذا التشكيك يحمل نوعاً من السذاجة التي يملكها (دون كيشوت) لأن المشروع أساساً كإصدار مجلة ساخرة – ناقدة – مستقلة , كنت قد طرحت على السيد رئيس الجمهورية قبل توليه منصبه منذ عشر سنوات تقريباً أثناء زيارته لمعرض لي في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق في ذلك الوقت و قد أعجبته الفكرة و شجعها....
ويكمل فرزات :أما فيما يخص مجلة المضحك المبكي التي تطرق إليها المقال في (تشرين – كيشوت) فهي صفحات ساخرة كانت تصدر على شكل ملحق ضمن مجلة اسمها الشهر و ليس لها علاقة لا من قريب أو بعيد بمشروع الدومري، و ربما كانت "السلبطة" هي رغبة صاحب المقال و الضحك على ذقن صاحب مجلة الشهر باعتبار أن ذلك كفيل بحمل مشروع المضحك المبكي ليضارب مشروع الدومري ، إلا أنه لم يتم ذلك.. بسبب أقدمية مشروعي , و لأنه يأتي ضمن سياق عملي في هذا المجال , و نوه فرزات : بالمناسبة (المضحك المبكي ) مجلة ساخرة كانت تصدر في الستينات و امتيازها من حق الإعلامي سمير كحالة الذي يعيش في باريس و ما زال على قيد الحياة _ لكن يبدو أنه كان مستعجلاً أثناء حزم أمتعته عندما غادر دمشق إلى باريس نافداً بريشه فوقع اسم مجلته و امتيازها سهواً على الطريق ، ليلتقطه صاحب المقال و يهديه إلى من يحب ...!؟
المراقبة الإلزامية للدومري و تناقضات وزير الإعلام الأسبق
عن معاناة الدومري من مهدها حتى لحدها قال الفنان علي فرزات : جرت مضايقة الدومري بشكل مستمر خلال مدة صدورها وحتى إغلاقها الذي تم بأمر من الحكومة و من جهات أمنية و رسمية و أصحاب مصالح شخصية ، بدءاً من إصدار تعليمات بالمراقبة الإلزامية للدومري و ملاحقتها حتى المطابع من قبل دوريات شرطة و أمن ، كما هو واضح في الكتاب الموجه من وزير الإعلام إلى المطابع و ما يحتوي من تعليمات مروراً بالتوزيع الإجباري لجريدة الدومري من قبل الحكومة كنوع من "الفلترة" للجريدة من عبور أي مقال أو زاوية أفلتت من الرقابة الإعلامية كما هو واضح في الكتاب رقم \3\ تاريخ 24\2\2003 ،و من منا لا يذكر ما حصل في 18\ حزيران \2001 كيف منعت الشرطة صفحتين من الدومري أثناء طباعتها و الأدهى من ذلك كله لجأ وزير الإعلام آنذاك إلى إصدار تعميم و وجه كتب إلى كافة المطابع يطالبها بعدم طباعة جريدة الدومري الخاصة ، إلا بموافقة شخصية منه و كل عدد على حدا ، و طبعاً هذا الأمر مخالف للقانون ، ومع ذلك عندما طلبنا من وزير الإعلام كتاب بالموافقة على الطباعة رفض ذلك .
ويتابع فرزات : فوجئنا بعد مدة بكتاب آخر بتاريخ 14\7\2003 يحذر من أننا إذا لم نطبع الجريدة في المطابع الرسمية فإنه سيتم في النهاية إغلاقها و سحب الرخصة كما ينص روح الكتاب , و لكي لا يطبق علينا مثل هذا القانون قمنا في الفترة التي منعنا فيها من الطباعة و مطالبتنا بالطباعة في نفس الوقت _ تصوروا حجم التناقض بين الحالتين _ بأننا أخذنا نطبع الجريدة على آلة السحب في مكتب جريدتنا على طريقة (الفوتوكوبي) لأن القانون لم يحدد شكل و آلية الطباعة . و سلمنا بعدها مثل تلك الأعداد إلى وزارة الإعلام و مكتبة الأسد بأوراق رسمية ، لكن هذه المسألة لم تنفع أمام الحكومة مع أنها لا تتعارض مع القانون ، إلا أن النيات المبيتة كانت أقوى بقوانينها (المفصلة على مثل تلك القياسات) و أصبح ينطبق علينا المثل القائل (صحيح لا تقسم و مقسوم لا تأكل) ...! إذ لم يتم تزويدنا بإذن و موافقة رسمية من وزارة الإعلام لطباعة الدومري،و لما اتصلت بوزير الإعلام حينها و قلت له : كيف تطلب منا الطباعة و بنفس الوقت لا تزودنا بكتاب يجيز لنا طباعتها ، أنكر حينها بأنه أصدر مثل هذا الكتاب للمطابع _ الكتاب مرفق_ و قال بأن ما اذكره هو حجة و ليس هناك من كتاب صادر عنه بهذا الخصوص و هددنا بإغلاق الدومري كمن (ألقاه باليم .. وقال إياك إياك أن تبتل بالماء ) ...!
و عن خلفيات تلك المعارك المحتدمة على أبواب جريدة الدومري قال ناشرها : في أثناء تلك المعارك المحتدمة كانت (تشرين – كيشوت) تدفع ببعض محرريها من نوع (مسبق الصنع) على "قصعنا" إعلامياً و محاولة تشويه سمعتنا ، و في كل مرة نرسل ردوداً لنفس الجريدة عملاً بحق الرد فكانت ترفض النشر ، و تجاوز الأمر أبعد من ذلك عندما كسبنا قضية (ذم و قدح) تطال جريدة الدومري على خلفية صفحتين معروفتين أفردتا لذمي و قدحي في يومي 31\4\2003 و 1\4\2003 ،و لم تنفذ حينها تشرين قرار المحكمة و ضربت به عرض الحائط ...!
تكاتف المخلصين "لقيادة" العدد الانتحاري
و لخص فرزات اللحظات الأخيرة للدومري قائلاً بغصة شديدة : قبل أن يحقق البعض هدفه بقتل الدومري والخروج بجنازتها قام الأصدقاء المخلصين لحرية الكلمة و بعض الفنانين بالتضامن مع الدومري. حيث قام الأستاذ حكم البابا الكاتب و الناقد الإعلامي المعروف بلم شملهم جميعاً لنعمل جميعا على إصدار العدد الأخير و أطلقنا عليه اسم (العدد الانتحاري) لما يحويه من مواضيع ساخنة, ووزعناه بشكل شخصي بعد أن طبعناه في (مطبعة انتحارية) بعد أن رفضت طبعه كل المطابع ، و هربناه من الرقابة ، و في نفس يوم توزيع العدد جمعت عدة دوريات أمنية ورسمية ما استطاعت من الدومري من السوق ،و لم يمض ذلك اليوم الاثنين 28\7\2003 إلا و كانت "الدومري" قد أغلقت بقرار من رئيس الحكومة و سحب ترخيصها.
و استطرد فرزات بالقول تمنينا لو كانت كل قرارات الإصلاح و التحديث تتخذ بمثل تلك السرعة ...!
ملاحظات على الماشي ... القاتل أول المعزيُن
و ختم فرزات حديثه لزمان الوصل بالقول : إن كاتب المقال الذي حاول الإساءة للدومري لم ينشر له أي مقال في جريدة الدومري منذ تأسيسها حتى "إعدامها" ، مع ذلك قبض مبلغ \75,000\ ل س مقدماً كونه سيقدم أتعاباً تحريرية لاحقاً ( وهذا وجه الضيف ) ..!
و أريد أن اصرخ بالقول : أضع إصبعي في عين كل من يدعي أنه تبرع أو منح أو وهب أو أهدى أو دس في جيب الدومري قرشاً واحداً .. أو ليتفضل و يقول أنا ...!؟
هذه هي قصة أول تجربة للصحافة الخاصة في سوريا ، و هذه هي قصة مبدع سوري تعتبره الدول القريبة و البعيدة العربية و الأجنبية ثروة للوطن يجب بالحد الأدنى الالتفاف حوله لبناء سوريا إعلامياً و فنياً ... ، إلا أن المصلحة و المطامع (وأدت) الدومري حية ، و كلنا يقين أن" الموءودة ستسأل يوماً بأي ذنبٍ قتلت "
Air Jordan IV 4 Running Shoes