في زمن مضى، كان كفاح الريفي اشهر رسام كاريكاتير في العراق. لجأ الى هولندا في العام 1991، بعد تمرد على نظام صدام حسين، يسميه الريفي بـ "بداية الربيع العربي". بسكن الريفي حاليا بشقة في شمال امستردام ولا يزال يرسم كل يوم. التقت به اذاعة هولندا العاليمة في اطار مسابقة ربيع الكاركاتير، حيث يعتبر الريفي واحدا من اعضاء اللجنة في المسابقة
. http://www.rnw.nl/arabic/article/663007
"في زمن صدام، كنا نجد طرقا للتحايل على الرقابة"، يقول كفاح الريفي. في اوائل الثمانينات، بدأ الريفي يعمل كرسام كاريكاتير محترف بالجرائد العراقية. ويتذكر ان الرقابة كانت شديدة ولكن بالمقابل الابداع ايضا كان كبيرا، وبالخصوص لدى وسائل الاعلام الرسمية التي كان يعمل لديها. " كانت نقاشاتنا بالعمل متنوعة، وكنا نعرف كيف نتعامل مع النظام. كنا نرسم مثلا فكرة ضد الدولة، ولكن نضع لها عنوانا يعطيها معنى مختلفت تماما".
وهكذا رسم الريفي مرة دجاجة تُلتهم من طرف ثلاثة رجال بشعين. الدجاجة كانت تمثل المواطن، وعنوان الكاريكاتير كان يشير الى التجار الفاسدين الذين "يأكلون" المواطن. :بالنسبة لي كان الرجال الثلاثة البشعين رموز حزب البعث: الوحدة والحرية والاشتراكية، وبفضل العنوان، نُشر الكاريكاتير". وهل كان المواطن العادي يستوعب الفكرة؟ يجيب الريفي ضاحكا: "بالطبع لا، والا لفهمتها المخابرات ايضا، وكانت نهايتي حتما. ولكن كنت على الاقل اعبر عما اريد انا دون ان تصل الفكرة للاخرين".
حسب الريفي، بدأ الربيع العربي في الواقع في العام 1991 في العراق، "بعد احتلال الكويت من طرف صدام، اندلعت انتفاضة شعبية في مدن عراقية مختلفة. وكانت في الحقيقة اول انتفاضة شعبية يشهدها العالم العربي. ولكن لم يساندنا احد، بل حتى الامريكيون الذين كانوا ضد صدام، لم يساندوننا".
وقد دفع العراقيون بمن فيهم الريفي ثمنا باهضا، حيث يقول الريفي ان نظام صدام قتل 260 الف من العراقيين في ثلاثة ايام، : كثير منهم دُفنوا احياء وكثير من القبور الجماعية لم يعثر على مكانها بعد". حينها فر الريفي الى هولندا ولم يعد للعراق منذ ذلك الحين، " الخطر لا يزال قائما، وتريدني عائلتي لذلك ان ابقى هنا، وتسمع صوتي عبر الهاتف، بدل ان يحدث لي مكروه ان عدت".
والريفي ليس متفائلا بنتيجة الربيع العربي. ولا تزال هناك رسومات لا يمكن نشرها بالعالم العربي. يشير الى كاريكاتيرات لنساء منقبات بصحيفة هولندية قائلا: "هذه مثلا". ويضيف انه ليست الدولة فقط من تفرض الرقابة ولكن المواطنون ايضا، "ان المجتمع نفسه هو الرقيب". ومع ذلك فان الريفي لا يزال يرسم كل يوم، "الرسم هو وسيلتي للبقاء على قيد الحياة". واما شقته فانها مليئة بالرسوم والكاريكاتيرات، وفي كل درج من ادراج خزانته اكوام من الرسومات.
يشير الريفي الى رسم يمثل رأسا وتفاحة. على الرأس عشرات الدبابات، "حين رسمت هذه الصورة في العام 1999، لم يكن لدي تفسير معين لها، ولكن بعد الغزو الامريكي للعراق في 2003، صار لرسمي هذا معنى: الرأس هو العراق، مليء بالدبابات، وترمز التفاحة الى النفط". احيانا لا يتضح معنى رسم ما الا بعد مرور سنوات، " ولا اقرر ابدا ماذا يجب ان يعني الرسم" على الرسم نفسه ان يفعل ذلك"، يقول الريفي.
Kobe 11 ELite Glowing