تأسست مؤخرا في الرياض جمعية تهتم وتلم ما تبقى من رسامين الكاريكاتير السعوديين جامعة شمل الجيل القديم بالشباب من رسامي الكاريكاتير، وكان لنا لقاء خاص مع رئيس الجمعية رسام الكاريكاتير عبدالله صايل لنتحاور معه في تفاصيل هذا المولود الجديد.
ما هي أهداف جمعيتكم الأساسية؟
- في اجتماع الجمعية العمومية، تمت مناقشة العديد من الأهداف التي تم الاتفاق عليها وتضمينها خطة العمل ومنها على سبيل المثال: تكريم رموز الكاريكاتير السعودي، إقامة مسابقات سنوية، توفير محتوى فني من الكاريكاتير للمطبوعات والعالم الرقمي بالإضافة إلى تزويد القنوات الفضائية بأفلام الرسوم المتحركة للأغراض التربوية والفنية، دعم الهواة وتوفير بيئة مهنية لهم، توفير صندوق داعم لمحترفي هذا الفن وهواته، إقامة المعارض والورش والندوات محليا وعربيا، دعم الجمعيات الخيرية ومساندتها في عملها التطوعي... هذا بالإضافة للعديد من الأهداف الاستراتيجية بعيدة المدى.
وهل واجهتم أية صعوبات في تأسيس الجمعية؟ من الناحية الفنية والإدارية؟
- في ظل وجود رجل كالدكتور عبدالعزيز السبيل، وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، كل ما كان مطلوبا هو الرفع بالفكرة وأثرها الثقافي المتوقع. بقي أن يتم التركيز على آلية لتعزيز المرحلة التأسيسية للعامين القادمين بالإضافة لهاجس الجمع بين هذا المطلب الكبير والمطلب المهني بتوفير شيء يسير من التطلعات الكبيرة للمنتمين إلى هذا الفن وهذه الصناعة في المملكة.
هل كان سهلا أن تجمعوا شمل الرسامين السعوديين تحت مظلة واحدة؟
- التجاوب الذي لمسناه من الزملاء كان مثيرا ومحفزا على الاستمرار، وقد قامت الوزارة بجهد كبير لدعوة جميع الرسامين من مختلف مدن المملكة من هواة ومحترفين، وتمت استضافتهم في العاصمة الرياض.
ما هي المشاريع الكاريكاتيرية القادمة للجمعية؟
- البداية ستكون بورشة عن السيناريو الخاص بالرسوم المتحركة، وستعقد في نهاية ديسمبر/ كانون الثاني من العام الجاري بالرياض، يليها معرض «الكاريكاتير والبيئة» في مدينة الجبيل بمشاركة أعضاء الجمعية من المنطقة الشرقية كالفنان خالد والمزيني بالإضافة إلى دعوة مفتوحة لجميع الرسامين الراغبين بالمشاركة، يليها دورة بعنوان «المشهد الكاريكاتوري» للفنان رشيد السليم، وسيستفيد منها الهواة والمواهب الشابة من الجنسين في مدينة الرياض بالتزامن مع ورشة لصناعة الكوميكس للفنان الخميسي في جدة. هذا بالإضافة إلى حزمة أخرى من المفاجآت التي تبدأ بمعرض جماعي في البحرين خلال شهر مارس/ آذار من العام القادم... ولا تنتهي عند ندوة بعنوان «الحرية هامش الكاريكاتير» في القاهرة!
هل هناك من مُعارض أو مُتحفظ على تأسيس جمعيتكم؟ ولماذا؟
- الكبار باركوا قيامها، كأساتذتنا علي الخرجي ومحمد الخنيفر، والحضور اللافت الذي شهده التأسيس بالإضافة لمشاعر بعض الزملاء الذين تعذر حضورهم والتي ترجموها فيما بعد بالاتصال والتعبير عن فرحهم بتأسيس الجمعية لن تترك مساحة لخلافات لا تذكر. نحن أصلا «أقلية» يا حمد... لسنا تشكيليين أو كتاب مثلا، والسواد الأعظم منا أصدقاء ورفقاء درب... فمن أين سيأتي الخلاف؟ هي جمعية... يعني للجميع وليست لشخص واحد أو شخصين!
بماذا تفسرون أو تردون على تحفظاتهم؟
- الجمعية وليدة... ولا أحسب أن فينا من سيقسوا قلبه على وليده! وأنا شخصيا لم ألمس تحفظا أو معارضة تستحق الوقوف عندها... هناك نبش «صحفي» يمكن أن يحدث حتى مع تأسيس جمعية لتنسيق الحدائق... أو جمعية لإعادة تدوير أطباق البيض المستخدمة! هذا كل ما هنالك!
هل تشمل العضوية في الجمعية الرسامين العرب، أم هي مقصورة على الرسامين السعوديين؟
- لا قيد ولا شرط على جنسية العضو، كل هاوٍ أو ممارس لهذا الفن من داخل السعودية له الحق في العضوية، وهناك عضويات شرفية للفنانين والفنانات من خارج المملكة. وأجدها مناسبة سخية من خلال صحيفتكم الموقرة لتوجيه الدعوة إلى رموز الكاريكاتير البحريني من أمثال الفنان الكبير عبدالله المحرقي والفنان الخلوق خالد الهاشمي وجميع الأصدقاء الشباب الذين أعتز كثيرا باقترابي منهم والتعرف إليهم أثناء انشغالي بتسيير ركب مجلة «كركتر» مثل الأخ علي خليل والأخ علي البزاز وغيرهما من الأسماء الجميلة، أما أنت يا حمد فمن حمام الدار، ما شاء الله عليك، محبوب من الجميع!
نرى أنكم لم تغفلوا عن الرسوم المتحركة، فهل هي بادرة تجاه هذا الفن المتجدد؟ وما هي رسالتكم لهم؟
- فن التحريك هو ابن شرعي للكاريكاتير، وما أفرزه العالم الإلكتروني من عطاءات لمواهب سعودية شابة يؤكد حاجة الشباب للاحتواء وتوفير البيئة الجاذبة. التجربة التي خضتها تحديدا خلال الأعوام السابقة من خلال أربعة أعمال كارتونية وعرض اثنين منها على الفضائيات تؤكد أن المهمة ليست سهلة. ومن حق الجيل الذي طور مهاراته بنفسه أن يعمل من خلال مفهوم مؤسسي يطور قدراتهم ويحفظ لهم حقوقهم ويقدمهم للمنافذ الفضائية بما يليق.
ما رأيك بعبارة «عدو المرء من يعمل عمله» وهل تراها تنطبق لدى أعضائكم في الجمعية، وما تأثيرها؟
- خلّيها بالشكل التالي: «من يمارس عملي... يفهمني»، ولا أعتقد أن هناك عداءات في الوسط الكاريكاتوري... لأنهم «شويين» الله يكثرهم... ولو «تنحنح» أول واحد... سمعه آخر واحد، بما أنه يقف على بعد خطوات منه!
ماذا يعني كون أعضاء مجلس إدارتكم من الرسامين الشباب، أو كما يحلوا لنا تسميتهم بجيل الرسامين الشباب؟
- «ما على المحسنين من سبيل»... هذا الموجود والله يا حمد، وهم شباب متعلمون ومتنوعو الخبرة و(قلوبهم على بعض)! وربما هذا ما استفدناه من توجيهات جيل الأساتذة علي الخرجي ومحمد الخنيفر. لقد علمونا أن نحتوي ذواتنا ونجتهد في تقديمها للآخرين.
ماذا يعني وجود رسّامة كاريكاتير في مجلس الإدارة لجمعية في المملكة العربية السعودية وهي الزميلة هناء حجار؟ وهل تعتبرونه خروج عن المألوف أو جرأة من الأعضاء تجاه المرأة في السعودية؟
- هناء حقيقة موجودة، وهي تمارس الرسم الكاريكاتوري منذ سنوات في صحيفة «عرب نيوز» بالإضافة إلى مجلة «سيدتي». وهناك زميلتين اعتذرتا عن الحضور لانشغالهما بارتباطات عائلية ملحّة. ويبدو أن البعض اعتبر حضور العنصر النسائي خروجا عن المألوف... لأنه لم يتم الاستقرار على تعريف موحد للمألوف حتى يومنا هذا!
ماذا تود أن تضيف أستاذي العزيز؟
- نيابة عن جميع الزملاء والأصدقاء رسامي الكاريكاتير في السعودية، أوجه الشكر لبحرين الرحابة ولجميع الزملاء من الإخوة والأخوات في المجتمع الكاريكاتوري البحريني الشقيق... بالإضافة لصحيفتكم الرائعة... أكرر الشكر.
air max 1