محمد عبلة.. صاحب أول متحف للكاريكاتير بالعالم العربي

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
موقع إسلام أونلاين
الكاتب: 
آيات الحبال

في قرية تونس أمام بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، وفي مبنى ذا طابع فيومي، بقبة طينية مميزة من تصميم المعماري عادل فهمي، ووسط مساحة خضراء، تحيطها أشجار عالية، تصطف 14 ألف لوحة كاريكاتير نشرت في مختلف الصحف والإصدارات الخاصة في مصر لتشكل أول متحف للكاريكاتير في العالم العربي.

الفكرة كانت لرسام الكاريكاتير المصري محمد عبلة الذي يرى أن الكاريكاتير فن "مهضوم حقه"، رغم أنه وثيقة تاريخية تقدم صورة حية ومعبرة عن كل لحظة من لحظات تاريخنا.

ودفعه ذلك الوضع إلى جمع أقدم وأفضل ما رسم فنانو الكاريكاتير المصريين منذ عام 1927 إلى الآن؛ ليؤسس أول متحف لفن الكاريكاتير، لإنقاذ كنوز الكاريكاتير التي تعرضت وتتعرض للضياع والاندثار، وبذلك أيضا حقق محمد عبلة حلم رائد الكاريكاتير في مصر الفنان زهدي العدوي المتوفى عام 1977.

افتتح المتحف يوم 1 مارس 2009 بحضور محبي ورسامي فن الكاريكاتير، وليجعل منه مدرسة لفن الكاريكاتير في الشرق الأوسط، وعلى رأس الفنانين المشاركين بأعمالهم في المتحف جورج البهجوري، وجمعة فرحات، وطه حسين، مرورا بمخلوف، واللباد، وتاج، وحجازي، وعفت، وعناني، وعمرو سليم، ونسرين بهاء، وأمينة، ودعاء العدل، وغيرهم ليصل عدد الرسومات المعروضة إلى 14 ألفا لمختلف الرسامين.

كان محمد عبلة قد حصل على الجائزة الكبرى في بينالي الإسكندرية لعام 1997، والجائزة الشرفية في ترينالي مصر الدولي الثالث عام 1999، وله عده مساهمات في استخدام الفن في التعبير عن المشكلات المعاصرة لمصر والعالم العربي.

وأسس محمد عبلة مركز الفيوم للفنون، وجمع فيه أكبر وأهم الفنانين التشكيليين على مستوى العالم، محاولة منه تقديم صورة حية للتفاعل بين الفنانين المصرين والأجانب بعد أن لمس بنفسه العداء الشديد تجاه العرب والمسلمين، ولذلك قرر أيضا تكوين كوادر شابة من الفنانين المصرين في مركز الفيوم للفنون للتدريب على الفن، وتكون لديهم القدرة على بناء مشاريع فنية كبيرة.

الصحافة والكاريكاتير

ويحكي محمد عبلة عن فكرته قائلا: "مقتنيات المتحف تبدأ من عام 1927، والمنشورة في المجلات المتخصصة في فن الكاريكاتير مثل (المطرقة، والشعلة، وروزاليوسف، واضحك، والبعكوكة)، وحرصت على التنوع بين القضايا الاجتماعية والموضوعات السياسية وبورتريهات للمشاهير في المجموعة المعروضة.

ويضيف قائلا: "تميزت معظم هذه المجلات والتي صدرت قبل الثورة بالنقد الساخر لمشكلات المجتمع، وتبنت كل مجلة رأي حزب من الأحزاب السياسية مثل الوفد والوطني وغيره من أحزاب قبل الثورة، إلا أنه مع تأميم دور الصحافة بعد الثورة تراجعت هذه المجلات وبعضها توقف تماما؛ لأن البيئة الديمقراطية أحد أهم أسباب تطور الكاريكاتير".

ويرى عبلة أن زيادة الصحف المستقلة المصرية في الفترة الأخيرة ساهمت في تطور فن الكاريكاتير بشكل كبير رغم أن المشكلة لا تزال قائمة لأن رسام الكاريكاتير لا يقدر ماديا كما يجب ومثله مثل الفنان التشكيلي لا يستطيع التكسب من الفن إلا بعد مدة طويلة.

تساؤلات ومشكلات

ويقسم محمد عبلة تاريخ الفن التشكيلي في مصر إلى ثلاثة مراحل متعاقبة تنتهي ثم تتكرر من جديد "ونحن الآن كما يقول في مرحلة التساؤلات "أول سؤال لدى فنانينا الآن عن تراثنا وأين هو؟ وكيف نستطيع الحفاظ عليه وكيف نقوم بعمل حوار مع الآخر من خلال الفن؟ وكيف نحافظ على هويتنا العربية من خلال الفن؟ فهذه مرحلة هامة جدا إذا تم استثمارها، خصوصا لو كان هناك إجابات على هذه التساؤلات"، كما يشير عبلة.

"وهذا يتطلب -يضيف الرسام المصري- وجود نقاد ومفكرين لمساعدة الفنانين في إيجاد حلول لهذه التساؤلات، وهو الأمر الذي يكشف عن مشكلة أخرى في مجال الفن في مصر تتمثل في عدم وجود نقاد ومفكرين متميزين للرد على تساؤلات الفنانين؛ بسبب عدم وجود مساحات كافية لنشر مقالاتهم أو مجلات متخصصة، فينقصهم التفاعل والخبرة مع الجمهور بشكل كبير".

كما يلقي محمد عبلة الضوء على مشكلة أخرى، وهي أن كليات الفنون في مصر لا زالت تدرس الفن بالطريقة الأكاديمية القديمة منذ أن أسسها الإيطاليون ويضيف بقوله: "أرى من الضروري تغييرها لأنها غير مواكبة للتطور العالمي".

وبالرغم من تلك المشكلات إلا أن عبلة يعتقد أنها لم تمنع تطور الفن التشكيلي خلال العشر سنوات الأخيرة، بل على العكس ظهر عدد من الفنانين المتميزين على مستوى العالم، خصوصا مع الاحتكاك وفرص الحوار بين الفنانين المصريين والأجانب من خلال اشتراكهم في معارض ومسابقات عالمية جعلتهم يفكرون في مسألة الهوية العربية للفن ومحاولة البحث عن وجهة نظر فنية عربية".

ويتمنى محمد عبلة أن يصبح هذا المتحف منارة لتدريس وتعليم وحفظ فن الكاريكاتير في مصر، ولذلك ينوي عمل مسابقة للشباب في فن الكاريكاتير بمتحف محمود مختار بالقاهرة، سيعلن عنها في شهر أغسطس القادم، بالإضافة إلى أنه يرحب باستقبال عرض كل الأعمال الجديدة والحديثة والإبداعات الشبابية في متحف الفيوم، ويختم قائلا: "المتحف ما زل يرحب بكل ما هو جديد من إبداع الشباب".

jordan shoes for sale outlet zappos

معرض الصور