بعد طول انتظار وترقب؛ أقيم أخيراً، مهرجان "الكاريكاتير الأول" في جدة. وكُرم من خلاله عدداً من الرواد هذا الفن من داخل المملكة وخارجها، مثل علي الخرجي، وأحمد المغلوث، وسمير الدهام من السعودية، إضافة إلىمصطفى حسين من مصر، وعلي فرزات من سورية، الذين أبدى بعضهم استياءه من "ضعف الحملة الإعلامية المصاحبة للمهرجان"، فيما أبدى بعض المشاركين في مسابقة المهرجان لـ"الحياة"، استياءهم وخيبة أملهم أيضاً.
وانتقد رسام الكاريكاتير أحمد المغلوث، "ضعف الحملة الإعلامية للمهرجان". وقال: "على رغم كونه أول مهرجان للكاريكاتير، إلا أنه لم يحظَ بتغطية إعلامية كما يجب في صحافتنا المحلية". وأبدى دهشته عندما "قرأت عن مشاركة أحد الزملاء من الرسامين في صحافة بلاده، أكثر ما قرأت عن المهرجان!". وتساءل: "من المسؤول عن تهميش هذا المهرجان، وعدم إعطاءه حقه الإعلامي؟" مبدياً أسفه لأنه "على رغم ذلك نجد كثير من وسائلنا الإعلامية يتابع ويغطي أمور هامشية، ويوليها قدراً كبيراً من الاهتمام".
وكشف المغلوث أنه تلقى عتاباً من أحد زملائه العرب المشاركين في المهرجان والمعرض، بسبب "عدم اهتمام إعلامنا وصحافتنا في المهرجان، بالقدر الذي يتناسب مع أسمه وريادته وفكرته، وبخاصة لكونه مكرساً لتكريم فئة رائدة من الرسامين الأوائل، أمثال على الخرجي، وحماد الجعيد، ومصطفى حسين، وسمير الدهام، ويحى باجنيد"، مؤكداً أنه وبقية المكرمين "أصبنا بإحباط كبير"، مضيفاً "مع هذا؛ يكفي أن تكون هناك فكرة لإقامة مثل هذا المهرجان، ليستحق التقدير، ويجعلنا نتناسى السلبيات، وهي كثيرة". وأكد أن "المهرجان كفكرة رائعة، ومتميزة". وعزا ذلك إلى "كونه يشكل إطلالة تقديرية على جانب مهم من فنوننا التشكيلية والإبداعية". وزاد "كنا نتطلع إليه منذ سنوات، كمهرجان يجمع من يمارسون الإبداع في هذا المجال".
نبرة الاستياء كانت جلية في كلمات رسام الكاريكاتير ماهر عاشور، الذي اتفق مع زميله المغلوث في أن "التغطية وأخبار المعرض لم تكن بالمستوى المطلوب، إذ كان التركيز فقط على المكرمين من الفنانين العرب، وبعض رواده من السعوديين". وزاد "أما المشاركون، وأنا أحدهم، فليس ثمة أخبار عنا". وأكمل بأنه "أرسلت للمعرض عشرة كاريكاتيرات، ولا أعلم كم عرض لي منها". وأوضح "لم يخبرني أحداً إن عُرض لي شيء". واستدرك "لكن بالصدفة، ومن خلال تقرير في قناة الإخبارية، وأثناء تجول كاميرا البرنامج في أرجاء المعرض، تمكنت من رؤية كاريكاتيرات من رسوماتي"، مبدياً أسفه "حتى الآن لم أتلقَ كلمة شكر على مشاركتي من قبل القائمين عليه، ولو بالبريد الإلكتروني". ونفى علمه "إن كان هناك شهادات للمشاركين، كما هو معمول فيه في المعارض الأخرى، كما لا أعلم علم بمن شارك في المعرض، سوى المكرمين فقط".
بدوره، أنتقد رسام الكاريكاتير عبد العزيز ربيع، إقامة المهرجان في مجمع تجاري، "كنت أنوي المشاركة، وكنت متحمساً للفكرة، لكن بعد علمي بأن الشركة المنظمة تنوي إقامته في أحد الأسواق، ترددت في المشاركة، وآثرت الانسحاب"، مشيراً إلى أنه يرى أن "إقامة معرض للكاريكاتير في سوق تجاري غير مناسب، فلا نعرف من المتسوق من زائر المعرض". وتابع "أعتقد أنها طريقة غير حضارية؛ أن يقام معرض فني أو كاريكاتيري في سوق تجاري". وزاد "علمت أنه سيتم تكريم عدد من الرسامين العرب، الذين أكن لهم الاحترام والتقدير، ولكن بعض هؤلاء ومن دون ذكر أسماء له مواقف غير مشرفه من المملكة، أو مع المواطن السعودي في رسوماته"، قائلا: "لا أدري على أي أساس تم تكريم بعضهم؟" لافتا إلى أنه لا ينفي بأن بعض المكرمين "يستحق التكريم بجدارة، وبعضهم أساتذة كبار، ورواد في فن الكاريكاتير، ولا أحد ينكر ذلك"، متسائلاً: "هل سيتم تكريم فنانين سعوديين لو أقيم معرض في أحد الدول العربية؟" مشيراً إلى أن يحيى الشريفي "قام مشكوراً بدعوتي للمشاركة في المعرض، بيد أنه لم تتوفر لي فرصه السفر إلى جدة، لحضوره، والحكم على نجاحه من فشله". واستدرك "لكن، وكما قرأت عنه، أنه لم يكن بالمستوى المأمول منه".
وأكدت رسامة الكاريكاتير ثريا درويش، بأنه "من الطبيعي جداً أن يكون الفائزون في مسابقة المهرجان واحد أو أثنين أو خمسة على أحسن تقدير، بيد أن هذا لا يعني تهميش بقية المشاركين، وعدم إخبارهم حتى بقبول مشاركتهم، أو دعوتهم للحضور على الأقل!"، متسائلة "ماذا يعني المهرجان إن لم يكن جماهيرياً يجمع المهتمين في موضوعه؟ ماذا يعني المهرجان إن لم يقدم ثقافة للناس عامة وللمشاركين بخاصة؟ وماذا يعني المهرجان غير التفاعل والتواصل مع الآخر، وتبادل الخبرة وقراءة وجهة نظر المتلقي؟" وواصلت طرح المزيد من الأسئلة "هل فتح موقع رسمي للمهرجان يكون بمثابة إبراء ذمة فقط؟ أليس من المفترض أن تورد فيه كل تفاصيل المهرجان، وصوره لتجعله حيا على مستوى المملكة على الأقل؟!" واستطردت "ماذا عن مطبوعات المهرجان أين هي؟" مبدية خيبتها "كنت أتأمل من هذا المهرجان أن يكون حلقة وصل أوسع مما كان، لكن للأسف المهرجان خيب أملي كثيراًَ".
وحول قصر حضور الندوة المصاحبة للمهرجان على النخبة، تساءلت "هل أحدث المتحدثون في الندوة لأنفسهم وللمكرمين الخمسة فقط؟!"، مختتمة "أشعر بالاستياء جداً، لأنني أهدرت من وقتي وجهدي ومشاعر الحماسة، لحدث كنت أنتظره منذ زمن".
منسق المهرجان: الفنانون نرجسيون... ولكن هناك تقصير
أكد المنسق العام للمهرجان الفنان الكاريكاتيري يحيى شريفي، أن "الفنان بطبيعته نرجسي، كما أن عملية الاتصال والتبليغ ليست من مهامي، بل هي من مهام اللجنة الإعلامية، التي يشرف عليها يزيد الكشاش". وتابع بأن "اللجنة اتصلت بالمشاركين، غير أن البعض كان هاتفه مغلقاً". ولفت إلى أن "عدم المتابعة هو تقصير من الفنانين أنفسهم"، مؤكداً "سبق افتتاح المهرجان نشر عدد من الإعلانات في أزمنة متفرقة"، مشيراً إلى اضطلاعه بمهام خارج اختصاصاته، مثل سعيه لاستخراج "إجازة إقامة المعرض من قبل وزارة الثقافة والإعلام، إذ تم إجازة 210 عملاً من 450 من الأعمال التي تقدم بها35مشارك من داخل المملكة وخارجها".
وكشف شريفي بأن الندوة "خصت للنخبة من رؤساء الصحف والمحررين والفنانين"، معتبراً عرض أعمال المشاركين إلى جانب الرواد "مصدر اعتزاز كبير لهم". وبرر إقامة المهرجان في مجمع تجاري بالقول: "لا زلنا في طور البحث عن جمهور، وليس العكس". ولفت إلى أن من نتيجة ذلك كان "كثافة الحضور، حتى أننا اضطررنا لإغلاق المجمع، إذ حضرت 24 قناة فضائية للتغطية، إضافة لوسائل الإعلام المقروءة". ولم ينف شريفي تقصير لجنة إعلام المهرجان، قائلا بأنها "تجربة أولى".
Women's Slip-on