كنا في صدد إعداد خبر عن جائزة الصحافة العربية في دورتها الثانية عشر، و التي أعلنت نتائجها يوم 15 أيار / مايو 2013 في دبي، حيث فاز في فئة الكاريكاتير لهذا العام رسام الكاريكاتير السوري رائد خليل، بعد ان ترشح إلى جانب الفنان الفلسطيني محمد أبو عفيفة و الفنان السوري ياسر أحمد.
لجنة التحكيم تكونت من الفنان السوداني المقيم في الإمارات حامد عطا، الفنان الأردني أمجد رسمي، الفنان اللبناني ستافرو جبر، الأستاذ لطفي العربي السنوسي رئيس تحرير جريدة الصحافة التونسية، و د. فهد ال عقيران رئيس تحرير جريدة المدينة السعودية.
بحثنا عن الرسم الفائز في موقع جائزة الصحافة العربية و في موقع نادي دبي للصحافة، و في صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لهم فلم نجده، رغم نشر اكثر من 400 صورة من فعاليات منتدى الإعلام و حفل توزيع جوائز الصحافة العربية، مما دعانا لطلب الرسم من الأستاذة منى بوسمرة التي أرسلته لنا مشكورة.
حسب نشرة الجائزة التي وزعت خلال الحفل، بلغ عدد المشاركات الكلي في جميع فئات المسابقة 4146 عمل، تم استبعاد 1374 عمل لعدم مطابقتها للشروط، و استبعاد 2550 عمل لعدم توفر معايير الجائزة فيها، مما يبقي 222 عمل اجتازت عملية الفرز!!
و هذا يطرح تساؤل حول ألية عمل لجنة الفرز، و إن كانت تقوم بعملها بعد أو قبل عمل لجان التحكيم؟، خصوصاً بعد أن علمنا أن عدد المشاركات في فئة الكاريكاتير بلغ 115 عمل لـ 30 فنان عربي، هي مجموع ما تم عرضه على لجنة التحكيم.
نشرة الجائزة ذكرت أن ألية عمل لجان التحكيم تتم عن طريق حجب اسم المشارك في الأعمال المرشحة، و تغيير أسماء لجان التحكيم كل عام، دون ذكر أي معلومات حول أسمائهم أو مواقع تواجدهم، و يتم تكليف أعضاء لجان التحكيم فرادى دون أن يعرف أحدهم الاخر ضماناً لعدم التأثر برأي الاخر!!، كما يتم تسليم و استلام الأعمال المشاركة من أعضاء التحكيم و فرزها و رصد علامات كل محكم لكل عمل باستخدام نموذج خاص (تجدون نسخه منه في المرفقات أدناه، لا يظهر فيه خانة لكل عمل، و لكن هناك خانة لكل مشارك)، ثم يتم جمع إجمالي النقاط من كل محكم، ليتم اختيار الأعمال الثلاثة الأولى الحاصلة على أعلى تقديرات المحكمين، ثم يتم دعوة رؤساء لجان التحكيم و تسليمهم الاعمال التي حكمها الأعضاء من أجل الاطلاع و مراجعة سير عملية التحكيم، يلي ذلك استخلاص تقارير رؤساء اللجان دون أن يكون لرئيس اللجنة حق تغيير النتيجة التي اتفق عليها الأعضاء، يليها إقرار النتيجة بترتيبها من قبل مجلس الإدارة .... هذا ما جاء نشرة الجائزة تحت عنوان "السرية و الموضوعية و الحيادية ضوابط لجان الفرز و التحكيم"
فرغم أن كل محكم يقوم بوضع علامة من 100 نقطة لمجمل الأعمال المشاركة بواقع 20 نقطة لكل من: حداثة الفكرة، التكوين الفني، مستوى الدلالة، الإبهار، و قلة استخدام الكلمات، يتم في الواقع الإعلان عن رسم فائز واحد، بدون أن يتم توضيح ألية اختيار العمل الفائز من بين مجمل أعمال المشارك التي حصل فيها على تقييم المحكمين، كما لا يتم توضيح الطرف الذي يقوم بصياغة حيثيات الفوز التي تنشر إلى جانب العمل الفائز، حيث ورد هذا العام في نشرة الجائزة على لسان لجنة التحكيم ما نصه: "قالت لجنة التحكيم إن الرسم الفائز مميز من حيث حداثة الفكرة ومستوى الدلالة والإبهار والسخرية، ويعبر عن الوضع العربي الراهن بشكل واضح. كما أنه نجح بامتياز في إيصال الفكرة من دون الحاجة لأي تعبيرات إضافية."
اتصلنا بأعضاء لجنة التحكيم لنسأل إن شاركوا هذا العام في صياغة هذه الحيثيات، فكانت لدينا اللقاءات التالية:
الاستاذ لطفي العربي السنوسي، في اتصال هاتفي يوم 25 حزيران / يونيو 2013، قال أنه لا يعرف حتى هذه اللحظة ما هو الرسم الفائز، و قال أن "طريقة عمل لجنة التحكيم هي طريقة غامضة و غير معقولة و غير علمية و غير منهجية، و لا يمكن الركون إلى نتائجها بموضوعية ... المفروض أن يتم عرض تقرير لجنة التحكيم على كل اعضاء اللجنة، ثم يتم المصادقة او عدم المصادقة، فنحن لا نعرف من قرر فوز هذا الرسم أو ذاك، و من المفروض ان تجتمع اللجنة في مكان واحد ليتم تداول الأعمال و اتخاذ القرار بالإقناع و الإجماع ... فجائزة الصحافة العربية ليست سوى حفلة كما هي جميع الحفلات العربية"، ثم طلب منا إرسال الرسم الفائز لأنه يحب الاطلاع عليه.
بعد إرسال الرسم، اتصل بنا الأستاذ لطفي السنوسي ليؤكد لنا أنه بحث في الرسوم التي قام بتحكيمها، و لم يجد من بينها الرسم الفائز!!
الفنان ستافرو جبرا، و في اتصال هاتفي يوم 13 حزيران / يونو 2013، قال أنه قام فقط بوضع العلامات، و لا يعرف من فاز في المسابقة، و من شارك في اتخاذ القرار، و ليس له علاقة بما ذكر من حيثيات قرار لجنة التحكيم، فهو لم يتلقى أي اتصال من إدارة الجائزة بعد وضع العلامات، و لم يعرف كيف تم إقرار العمل الفائز، أو من صاغ حيثيات الفوز، واصفا الطريقة المتبعة بالبعيدة عن الأخلاق و الذوق.
الفنان حامد عطا الذي حضر حفل توزيع الجوائز، قال لنا في اتصال هاتفي يوم 30 أيار / مايو2013، أنه فوجئ بالعمل الفائز يوم إعلان النتائج، مضيفاً أنه لم يشاهد الرسم الفائز من ضمن الرسوم التي وصلت له لتقيمها، و إن كانت قد مرت عليه، فقد تكون قد مرت بدون أن يلاحظها، حيث اعتبر العمل الفائز عمل تقليدي و يحمل فكرة تكررت كثيراً، و أضاف انه اختار أعمال أخرى غير تقليدية ... و بخصوص حيثيات الفوز قال أنه لم يشارك في صياغة تلك الحيثيات.
الفنان أمجد رسمي و في اتصال هاتفي يوم 30 أيار / مايو 2013، قال أنه لم يشاهد الرسم الفائز، رغم أنه علم باسم الفائز من وسائل الإعلام، و طلب منا إرسال الرسم الفائز.
بعد إرسال الرسم اتصلنا به، فأفاد أنه شاهد الرسم من ضمن الأعمال التي قام بتحكيمها، و لكن لم يكن صاحبها من ضمن أفضل عشرة مشاركات.
حاولنا الاتصال بالدكتور فهد ال عقيران، و لكن لم نتمكن من الاتصال به بسبب وجوده في إجازة.
هذه الحقائق تدل أن جائزة الصحافة العربية لا تستحق حمل الاسم الذي تحمله، و يبرر حجم الإحجام من الرسامين العرب عن المشاركة.
إمعاناً في الشفافية، لا يتم استغلال الأعمال المشاركة في أي معرض على هامش أعمال الملتقى الإعلامي، و لا يتم عرضها بأية وسيلة كانت، و تبقى الرسوم سرية حتى بعد إعلان النتائج، بما فيها باقي أعمال الفنان الفائز، و أعمال الفنانين المرشحين ... نحن ننشرها في المعرض التالي نقلاً عن مصادرنا الخاصة.
نسخة من نشرة الجائزة
الاثنين, تموز (يوليو) 1, 2013 - 02:12
لجنة تحكيم فئة الكاريكاتير في جائزة الصحافة العربية تتبرأ من الرسم الفائز
الكاتب:
نضال هاشمقيم هذا الموضوع:
الرسم الفائز
التعليقات
ينصرك ربي يا نضال ...منذ
طيلة أربعين سنة ... وهدا
للحقيقة هذاالتقرير صادم
النقاش هنا حول المسابقة
عتفد بان البعد الشخصي والحقد
و بالنسبة للجنة فقد ذكرونا
وهل هنالك مسابقة في الاساس
هههههه اجمل مافي الموضوع هو
الأخ (جاء الحق) ...
إذا كانت لديك مشكلة شخصية مع
والآن على عماد حجاج وامجد